كسر الإعلامي «الراحل» محمد السقا القاعدة المتعارف عليها في الوسط الإعلامي التي تنص على وجوب غضب المسؤولين واللاعبين بشكل دائم على المذيعين والمراسلين الميدانيين والصحافيين، إلا أن السقا لم يكن كذلك بل تمكن من أخذ المعلومات التي يريدها كافة من ضيوفه وهم في قمة سعادتهم، حتى وهم يتعرضون لأقسى الخسائر، واتخذ أسلوباً جديداً في الحوار بعيداً عن استفزاز الضيوف أو الدخول معهم في مهاترات كما هو المعتاد في الساحة الرياضية. وسيطرت الذكرى العطرة على أحاديث الإعلاميين الذين توافدوا على مسجد الملك خالد في الرياض للصلاة على «الفقيد» ودفنه، في الوقت الذي طالب فيه المذيعان عبدالله العضيبي وطارق الحماد (زميلا السقا في قناة أوربت الفضائية) الحضور ب «تحليل الفقيد»، وهو المصطلح الدارج لطلب الحضور مسامحة الفقيد، وطلب الغفران له حتى رد المدرب الوطني علي كميخ بأن السقا لم يخطئ على أحد ولم يسبق أن سمعنا أن أحداً غضب عليه، في حين قال زميله المذيع ياسر علي ديب أن السقا «لم يسبق له أن آذى أحداً، وأنه مر على الدنيا أخف من الريشة». ولم يقتصر حضور السقا على الساحة الرياضية من خلال القناة السعودية الرياضية أو قناة الجزيرة الرياضية أو محطته الرئيسية قناة أوربت الفضائية، بل تعدت مساهمات الفقيد بصوته «الشجي» كل المجالات، فهو صاحب أشهر رسالة على الهواتف المحمولة «إن الرقم الذي طلبته غير موجود بالخدمة موقتاً»، والتي سجلها لصالح شركة الاتصالات السعودية إبان كانت تعمل في السوق منفردة. وتميز السقا بإتقانه للغة الانكليزية، فعمل في القناة الثانية وفي الإذاعة السعودية كقارئ للنشرات فضلاً عن تسجيل صوته في عدد من الإعلانات التجارية والرسائل التنبيهية ورسائل الأسواق المركزية والمكتبات العامة.