يُعتبر الشعور بالقشعريرة والبرودة في أطراف أصابع اليدين والقدمين أمراً شائعاً لدى من يعيشون في الأماكن الباردة، إلا أن للإحساس بتلك العوارض لدى أشخاص يقطنون في مناطق معتدلة المناخ مدلولات أخرى قد ترتبط بنواح صحية. وذكر موقع صحيفة «دايلي ميل» البريطانية، أن الشعورالدائم بتلك الأعراض يشير إلى وجود مشكلة في الدورة الدموية، ما يعني أن الدم في القلب لا يستطيع الوصول إلى أطراف اليدين أو القدمين ليدفئها. ولا يعد قصور الدورة الدموية مرضاً، لأن عوامل أخرى مثل زيادة الوزن أو التدخين قد تؤثر سلباً في ذلك، إذ إن تلك الأعراض ستتحسن مع تغيير نمط الحياة. وأوضحت دراسات سابقة أن برودة اليدين والقدمين يمكن أن تشير إلى الإصابة بفقر الدم (أي انخفاض مستويات خلايا الدم الحمراء)، ومن أعراضه أيضاً الخمول، خفقان القلب، وشحوب الجلد. والسبب الشائع لفقر الدم غالباً هو نقص عنصر الحديد من الجسم، والذي ينتج من مشكلات في الأمعاء أو اضطرابات الدورة الشهرية عند النساء. وللوقاية من نقص الحديد، ينصح الأطباء بتناول الخضار الورقية الداكنة، اللحوم الحمراء، البيض، والأرز البني. ويسبب مرض الشريان المحيطي (PAD) برودة في الأطراف لأن الدهون المتراكمة على جدران تلك الشرايين تمنع تدفّق الدم إلى أصابع اليدين، كما يؤثر تراكم الدهون في الساقين ويسبب آلاماً تشبه تلك التي يشعر بها الشخص بعد ممارسة تمارين رياضية عنيفة. وأشار الباحثون إلى أن الإصابة بمتلازمة «رينو»، وهو مرض يصيب الدورة الدموية ويسبب شحوباً على أطراف اليدين والقدمين وتشنجات مؤلمة، يمكن أن تسبب برودة في الأطراف، إذ إن 10 ملايين بريطاني يعانون من تلك المتلازمة. وثمة سبب نادر يسبّب تلك البرودة، وهو مرض تصلّب الجلد الذاتي المناعة المزمن، الذي يؤدي إلى تليف الجلد وحدوث تغيرات في الأوعية الدموية وتكوين أجسام مضادة ذاتية. ويتسبب هذا المرض في إنتاج الجسم مادة الكولاجين في شكل مفرط، ما يؤدي الى تصلب الجلد وبالتالي الشعور بالبرودة. وأفاد الباحثون بأن قلة ممارسة التمارين المعتدلة التي تحرك الأطراف تسبب بروداً، إذ إن التمارين تعزز من عملية تدفّق الدم الى أجزاء الجسم كافة. وأوضح الباحثون أن الإصابة بمرض «بورغر» المرتبط بالتدخين، وهو التهاب وتخثّر متزايد الحدّة يصيب أجزاء من الشرايين والأوردة الصغيرة والمتوسطة في الأطراف، يمكن أن تسبّب برودة اليدين والقدمين. وكشفت دراسة أميركية أجريت في العام 1998، أن الهرمونات تؤثر في شعور الشخص ببرودة الأطراف، ففي حين أن درجة الحرارة الأساسية للإناث أعلى من الذكور، إلا أن درجة حرارة أيديهن أقل بنحو درجتين. ولفت الباحثون إلى أن درجة حرارة الجسم في المراحل المبكرة من الحمل ترتفع، ونتيجة لذلك تشعر نساء كثيرات بالبرد خلال الأسابيع الأولى.