الخرطوم - رويترز - هدّد السودان أمس الأربعاء بسحق أي قوات تشادية تغزو أراضيه في تصعيد للهجته بعدما أعلنت تشاد أنها تعد قواتها لعبور الحدود المشتركة بين البلدين. وقال وزير الدفاع التشادي الموقت الثلثاء إن قواته ستدخل السودان خلال ساعات لاعتراض المتمردين مع تصاعد التوترات بين البلدين المنتجين للنفط. وقال مسؤولون سودانيون أمس إنهم لم يرصدوا أي علامات على هجوم تشادي خلال الليل لكنهم مستعدون لأي غزو. وقال بيان بثته وكالة السودان للأنباء إن «وزارة الدفاع السودانية تعلن انها لن تسمح باستباحة الأراضي السودانية وانها ستسحق أي قوة تحاول اختراق الحدود السودانية». وتتبادل الجارتان بانتظام اتهامات بدعم المتمردين في الجانب الآخر. وساءت العلاقات المتوترة بين البلدين في الأسابيع الأخيرة. وقالت تشاد ان الخرطوم ساندت هجوماً شنه المتمردون في وقت سابق هذا الشهر بعد ساعات من توقيع الجانبين اتفاق مصالحة في العاصمة القطرية الدوحة. واعترفت الحكومة التشادية بشن هجمات جوية داخل السودان في محاولة للقضاء على معسكرات المتمردين. وفي مؤشر آخر على تصاعد التوتر بين الجانبين قالت مصادر في الأممالمتحدة ان لديها تقارير غير مؤكدة عن قصف طائرات حربية سودانية لأراض قريبة من حدود تشاد في شمال دارفور يومي الإثنين والثلثاء وهو الموقع الذي شهد الاشتباكات الاخيرة بين الخرطوم ومتمردي دارفور. وقالت المصادر التي اشترطت عدم ذكر اسمها إن هناك تقارير أيضاً وردت من المنطقة عن قيام المتمردين بالرد على الهجمات باستخدام أسلحة مضادة للطائرات. ولم يتسن الحصول على تعقيب على الفور من القوات المسلحة السودانية أو من «حركة العدل والمساواة» المتمردة التي تقول إنها تسيطر على بلدة كورنوي الرئيسية في المنطقة. وتتهم الخرطوم نجامينا بتسليح ودعم الحركة وهي احدى حركتي التمرد الرئيسيتين في دارفور. وقضت محكمة سودانية أمس بالإعدام على تسعة من «العدل والمساواة» لمشاركتهم في هجوم استهدف العاصمة الخرطوم العام الماضي. وبهذا يرتفع عدد من صدر عليهم حكم بالإعدام شنقاً في قضية الهجوم على الخرطوم الى 91. وبعد النطق بالحكم في محكمة شمال الخرطوم هب ستة من المتهمين وهتفوا «ثورة حتى النصر»، بينما صرخت نساء داخل القاعة من الصدمة. وقطعت قوات «حركة العدل والمساواة» مئات الأميال من الأراضي الصحراوية لتهاجم الخرطوم في ايار (مايو) 2008 وأوقفت فقط على بعد مسافة قصيرة من قصر الرئاسة ومقر قيادة الجيش. وشجبت الحركة العقوبة، ووصف أحمد حسين ادم الناطق باسم الحركة ومقره بريطانيا الحكم بأنه عمل استفزازي وقال انه يمكن أن يقوض المفاوضات المتعثرة بالفعل مع الحكومة السودانية والتي تجري في الدوحة. وقال أحمد ل «رويترز» عبر الهاتف: «يوم بعد يوم وأسبوع بعد أسبوع يقدمون أعضاءنا الى المحكمة ويحكمون عليهم بالاعدام. انهم يحاولون مواصلة الضغوط علينا حتى لا نهاجمهم مرة أخرى. لكن هذا لن يمنحهم الأمان».