أكدت وزارة الداخلية السعودية أمس (السبت) القبض على سبعة أشخاص متورطين في حادثة إطلاق النار على الشهيد العريف عبدالله الرشيدي، بالاضافة إلى المتورط الرئيس بقتله، إذ تعرض الشهيد الأسبوع الماضي لإطلاق نار من مجهول أثناء توجهه إلى عمله في منطقة تبوك شمال المملكة. وبحسب المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، فإن القوات التابعة لوزارة الداخلية قبضت على المتورطين في مقتل العريف عبدالله الرشيدي أثناء قيادته سيارته وهو متوجه إلى عمله على الطريق الدائري «تبوك - دمج» يوم الأحد الماضي، مشيراً إلى أن الجهات المختصة نفذت الاعتقال بعد تحديد هوية الجاني، وتم القبض عليه يوم الأربعاء الماضي ويدعى هايل العطوي، وهو مواطن سعودي الجنسية. وأوضح أنه أثناء الدهم والقبض عليه تم ضبط بندقية من نوع سلاح رشاش، ثبت من خلال الفحوص المخبرية، أنها السلاح الذي استخدم في الجريمة، كما ألقي القبض على سبعة أشخاص آخرين لعلاقتهم بالقضية. وأكد البيان الصادر عن الداخلية، إقرار الجاني في التحقيقات، تبنيه الفكر الداعشي، وارتكابه الجريمة، استجابة لدعوة التنظيم باستهداف العسكريين، لافتاً إلى أن التحقيقات ما زالت مستمرة معه ومع بقية الموقوفين في القضية، وسيعلن عما يستجد في حينه. إلى ذلك، كشف التركي ل«الحياة» عن وجود سجل جنائي سابق للجاني، مؤكداً أنه تم تحديد علاقة المتهمين الآخرين بالجريمة، من خلال نتائج إجراءات الضبط الجنائي، والقبض عليه، إضافة إلى ما تم ضبطه من قرائن وأدلة ذات صلة بها. ولفت إلى أن التحقيقات لا تزال جارية للوقوف على طبيعة علاقتهم وارتباطهم ببعض، وأدوارهم في ارتكاب الجريمة، فضلاً عن تحديد علاقتهم بتنظيم «داعش الإرهابي». وأكد أن الجناة أقروا بارتكابهم الجريمة، تنفيذاً لدعوات التنظيم الإرهابي باستهداف العسكريين بالمملكة، إذ أعلن التنظيم الإرهابي أخيراً في خطاباته، تبنيه لاستراتيجية «الذئاب المنفردة» باستهداف رجال الأمن في المملكة، ودعوة متعاطفيه داخلها لقتل رجال الأمن أو الأقارب قبل الانضمام إلى صفوف التنظيم في مناطق الصراع. وبين أن التنظيم الإرهابي استهدف رجال الأمن في هجمات سابقة، من خلال دعوة متعاطفيه، والتي كان آخرها استهداف الجندي عبدالله الرشيدي الذي يبلغ من العمر 25 عاماً، والذي يعمل بأحد قطاعات وزارة الدفاع في منطقة تبوك. من جهته، أكد المواطن ناصر مضحي الرشيدي أن قاتل ابنه الشهيد جندي أول عبدالله الرشيدي، الذي استشهد صباح الأحد الماضي في مدينة تبوك، لم يكن ذا معرفة سابقة بالشهيد، ولا عداوة قديمة بينهما، وإنما قتله لأنه منتمٍ إلى الفكر «الداعشي» الضال، وارتكب جريمته استجابة لدعوة التنظيم باستهداف العسكريين. وأوضح والد الشهيد الرشيدي ل «الحياة» أن خبر استشهاد ابنه بلغه بعد مضي 21 ساعة فقط على آخر لقاء جمعهما (السبت من الأسبوع الماضي)، وأنهما تناولا معاً طعام الإفطار «وفي الساعة ال11.30 ودعني وقبّل رأسي في منزلنا بمدينة بريدة، قبل أن يتجه إلى عمله بتبوك. وأضاف: «في صباح يوم الأحد علمت بتعرض ابني عبدالله لطلقات نارية، وهو في طريقه إلى العمل، توفي على إثرها، كان ذلك في الساعة 7.30 صباحاً، وكنت متأكداً حينها وعلى علم يقينٍ أن ابني البالغ من العمر 24 عاماً ليس بينه وبين أي شخص عداوات، بل كان ذا خلق حسن مع أصدقائه وزملائه، وحريصاً على عمله، ولم يسبق أن ذكر لي أي موقف سلبي تعرض له». وقال: «وصلت إلى تبوك لرؤية ابني وتسلّم جثمانه للصلاة عليه، ولمعرفة تفاصيل هذه الحادثة الأليمة، وفي يوم الثلثاء أبلغتني الجهات الأمنية بتفاصيل ما حدث لابني، وأنه استُهدف من الفئة الضالة، لأنه عسكري فقط، وأن القاتل لا يعرفه على الإطلاق، وليس بينهما سابق معرفة، وفي اليوم التالي تسلّمت جثمان ابني وأديت عليه صلاة الجنازة بتبوك عصر الأربعاء». وتابع والد الشهيد: « لدي 10 أبناء وبنات، ولي ثلاثة أبناء يعملون في القطاع العسكري في أنحاء المملكة، جميعهم يفدون قيادتهم ووطنهم بأرواحهم». وبيّن أن الشهيد عبدالله الرشيدي التحق بوزارة الدفاع عاماً ونصف العام، خدم فيها وطنه بأمانة وإخلاص، بحسب شهادة رفاقه ومسؤوليه، كان خلالها ملتزماً عمله ولم يتأخر عن أداء واجبه الوطني قط، «كان باراً بي وفياً، ولم يقطع الاتصال بي حين سفره، بل كان تواصله يومياً، وهو واصل رحم، رحمه الله»، لافتاً إلى أن ابنه الشهيد ناصر «لم يتزوج». وقدم الرشيدي شكره للجهات الأمنية في منطقة تبوك على حرصهم وسرعة ضبطهم الجاني، مضيفاً: «تواصلهم المستمر معي رفع معنوياتي».