مشكلة النصراويين أنهم يعملون من أجل الفوز بالبطولات هذا الموسم ولا يرون أن بقية المنافسين أشرس منهم، والبطولات تحتاج الى عمل تدريجي، وهنا يتضح عمل مدرب الفريق والتر زينغا، الذي يعمل من اجل تجهيز فريق قادر على المنافسة اعتباراً من هذا الموسم فهو يريد اختصار الزمن لذلك ترى له في كل مباراة تشكيلة وهو يريد تجهيز 22 لاعباً خلال عشر جولات وهي مخاطرة محفوفة بالكثير من الأخطاء، وزينغا الذي يبدو انه لا يعرف أجواء الكرة السعودية ربما لن يطول به المقام بيننا في المنافسات السعودية، وعلى الذين يناقشونه في الأمور الفنية ان يؤكدوا عليه مسألة خلق فريق يبدأ بثقافة الفوز، وزينغا حتى الآن جرب أكثر من 22 لاعباً في سبع جولات، وربما ان نتائج الفريق الجيدة الى حد ما في الست جولات الماضية جعلته يعتقد ان برنامجه التدريبي يسير وفق نظريته، حتى جاء فريق الوحدة الذي لم يذق طمع الفوز في ست جولات ليتلذذ به من أمام زينغا الذي يقال انه دخل بتشكيلة غريبة جداً ونتفق مع من قال هذا، ولكن الرجل يظل مدرباً محترماً، لكن عليه ان يدرك ان الأجواء الكروية هنا ليست مثل الأجواء الموجودة في رومانيا او حتى ايطاليا. والمشكلة التي تواجه زينغا انه يصر على لاعبين لا يمكن ان يقدموا له الإضافة، فبعض المهاجمين ان لم يكن جلهم باستثناء النجم السهلاوي غير قادرين على ترجيح كفته في المباريات إلا من باب الصدفة وهو ما يجب ان يدركه ويتنبه له قبل فوات الأوان، ومن طريقة زينغا المستعجلة في جني النتائج ربما يتكبد الفريق خسائر أخرى، وكما يقال (السبحة انفرطت من يده) وعلينا ان نكون واقعيين مع المدرب (اللي ما ينزل للجماهير من زور) كما يقول المصريون، فزينغا لديه طريقة فنية لا بأس بها، لكنها ليست بالضرورة تصلح للنصر، وفي بعض الأحيان تشعر وكأن هذا المدرب يلعب مباريات تجريبية لاكتشاف صيغة ومنهجية للفريق. في مباراة الوحدة على سبيل المثال لعب بريان بلال والحارثي في المقدمة وجعل السهلاوي خلفهما واستغنى عن المدافع الاسترالي ماكين، ولعب بمحور واحد واستغنى عن غالب وعباس، كل هذه الإجراءات جرت في محاولة لخلق فريق لا يعتمد على لاعب معين او تشكيلة ثابتة، وهو نهج مقبول، لكن من المفروض ان يكون هناك اتفاق مع إدارة النادي على هذا العمل وألا يُطالب ببطولات، لكن ربما ان الإدارة توافق على هذا الإجراء لكنها في الوقت نفسه تريد بطولات، ناهيك عن الجماهير التي لا تقبل حتى التعادل من أمام أي فريق، فالنصر يعيش أوضاعاً فنية قد لا يراها الكثيرون وهذا يسبب ضغوطات شرفية وجماهيرية على الإدارة والجهاز الفني، وهو ما قد يتسبب في وجود إجراءات مستعجلة وغير مدروسة تعيد الفريق الى الوراء (وكأنك يا أبو زيد ما غزيت). وعلى هذا النحو يجب ان تقتنع الإدارة بعمل المدرب ولا تشترط عليه البطولات كي لا تشتت ذهنه، او ان يتم الاستغناء عنه والبحث عن بديل يتوافق مع المسألة المنظور فيها داخل أروقه نادي النصر من أن الفريق قادر على المنافسة، فالنصراويون ضحّوا مجبرين بالبطولات سنوات طويلة، لكنهم لم يعملوا على إيجاد فريق يتطور من موسم الى آخر. فالنصر الذي يمتلك القاعدة الجماهيرية الكبيرة بحاجة الى يد خبير ولنقل خبراء يضعون له استراتيجية ذات أبعاد معينة في الاعتماد على الخبراء القادرين على رسم الخطط ومن دون الاعتماد على المهرجين والمنظرين فقد تعب النصراويون منهم. [email protected]