قررت القيادة الفلسطينية في اختتام اجتماع عقدته أمس في رام الله تشكيل لجنة سياسية لدرس الخيارات الفلسطينية في حال إخفاق المساعي الأميركية في حمل اسرائيل على وقف الاستيطان. وكشف عضو اللجنة محمد دحلان ل «الحياة» ان اللجنة تدرس خيارين، الأول هو التوجه الى مجلس الأمن عبر لجنة المتابعة العربية للمطالبة بموقف دولي يلزم اسرائيل وقف الاستيطان وتطبيق حل الدولتين، والثاني العمل على تحقيق الوحدة الوطنية الشاملة، في إشارة الى المصالحة الوطنية. وقال ان الإجماع أظهر توافقاً فلسطينياً شاملاً في هذا الاتجاه شاركت فيه الفصائل المختلفة، لكن جرى تشكيل لجنة متخصصة لدرس الأبعاد والجوانب السياسية المختلفة، ورفع التوصيات للرئيس محمود عباس كي يعرضها على اجتماع لجنة المتابعة العربية. وأضاف أن «القيادة الفلسطينية حمّلت (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو مسؤولية توقف المفاوضات التي اعتبرتها غير قائمة طالما لم توقف اسرائيل الاستيطان». وضمت اللجنة أعضاء عدة في اللجنة المركزية لحركة «فتح» واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، منهم دحلان وأحمد قريع وياسر عبد ربه وجبريل الرجوب وناصر القدوة وحسين الشيخ وحنان عشراوي والامناء العامين للفصائل. لكن القيادة الفلسطينية أبقت الباب مفتوحاً أمام الجهود الأميركية الرامية لاستئناف المفاوضات، مشترطة وقف الاستيطان أولاً. وقالت في بيان رسمي تلاه عبد ربه انها «أكدت ضرورة مواصلة الجهود السياسية واستعدادها للمشاركة الفاعلة في هذه الجهود لضمان إطلاق مفاوضات مباشرة تخلو من أساليب الخداع، ومن سياسة فرض الأمر الواقع الإسرائيلية، خصوصاً تقرير مصير الأرض المحتلة عبر الاستيطان». وأضاف: «إن إصرار الحكومة الإسرائيلية على الجمع بين التوسع الاستيطاني وبين المفاوضات، إنما يدلل بوضوح على عدم جديتها في التعامل مع مساعي السلام، وإنها تسعى الى استخدام المفاوضات كغطاء لمواصلة النهج الاستيطاني ذاته وتغيير معالم الأرض الفلسطينية وتقرير مصيرها بقوة الاحتلال والعدوان». وتابع: «في ضوء ذلك، فإن القيادة تحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن تعطيل المفاوضات والعملية السياسية وإحباط الجهود السياسية الأميركية واللجنة الرباعية والمجتمع الدولي». وقال إن «القيادة أكدت أن استئناف المفاوضات يتطلب خطوات ملموسة تثبت جديتها، وفي مقدمها وقف الاستيطان من دون قيود أو استثناءات، بديلاً عن الكلام المعسول عن الرغبة في السلام والتفاوض المباشر الذي تكرر اسرائيل ترداده بهدف خداع الرأي العام العالمي والرأي العام في إسرائيل نفسها». وعبرت القيادة الفلسطينية في بيانها عن «تقديرها موقفَ الرئيس باراك اوباما، وكذلك خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أسس السلام وضرورة تطبيق حل يقود إلى قيام دولة فلسطين المستقلة، ومواقف أطراف اللجنة الرباعية الدولية وجميع الدول الصديقة». وقدرت القيادة الفلسطينية في بيانها جهود لجنة المتابعة العربية ومساندتها الموقف الفلسطيني المتوازن الذي يحرص على العملية السياسية واستمرارها وإزالة العقبات من أمامها. وأشارت إلى أنه «سيتم البحث المعمق مع لجنة المتابعة العربية في جميع جوانب التحرك السياسي، والخيارات السياسية المطروحة لحماية الحقوق الفلسطينية والعربية، لضمان إطلاق العملية السياسية وفق أسس جدية تنسجم وقواعد الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية». وجاء في البيان ان القيادة الفلسطينية رحبت بالنتائج الدولية التي أسفرت عنها جهود المصالحة الوطنية، وأكدت ضرورة مواصلتها من أجل التقدم نحو إنهاء الانقسام، وتوقيع وثيقة المصالحة المصرية وحماية المصير الوطني من جميع المحاولات الهادفة لاستخدام الانقسام الداخلي ضد مصالح شعبنا وأهدافه الوطنية في التحرر. وقال الناطق الرئاسي نبيل أبو ردينة إن «القيادة الفلسطينية أكدت أنه لن تكون هناك مفاوضات مع إسرائيل ما دام الاستيطان مستمراً»، مضيفاً ان «الرئيس عباس أبلغ المبعوث الأميركي لعملية السلام (جورج ميتشل) بالموقف الفلسطيني الواضح والثابت، والجانب الأميركي غادر وهو يعلم تماماً الموقف الفلسطيني». وأضاف ان «الجانب الأميركي طلب استمرار التواصل مع الجانب الفلسطيني، ونحن ليس لدينا مانع في ذلك، لكن إذا كانت إسرائيل جادة، فعليها أن توقف الاستيطان، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لإقناع الجانب الفلسطيني والعربي بأنها جادة في عملية سلام وعادلة». وأضاف: «حتى هذه اللحظة لدينا شكوك في شأن جدية الموقف الإسرائيلي، والإدارة الأميركية وعدت باستمرار جهودها، لكن حتى هذه اللحظة الجهود وصلت إلى طريق مسدود».