لم تكن تتصور جماهير الأهلي المصري أن يتخلى ناديها عن المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم البرتغالي مانويل جوزيه بسهولة كالتي أعلن عنها سابقاً، ولِمَ لا؟ فقد صار «نجم الشباك» الأول بالقلعة الحمراء ويلقب ب«الساحر»، ونافس نجم الفريق محمد أبو تريكة في شعبيته الجارفة، إذ حقق أكبر إنجازات في تاريخ نادي القرن في القارة الأفريقية. وجاء قرار جوزيه في توقيت حرج بعد خروج الأهلي من بطولة دوري أبطال أفريقيا، وتعثره في الدوري المحلي، ورضخت إدارة النادي لرغبة جوزيه الطامح في تحقيق مجد مع فريقه الجديد. وكشفت مصادر، أن جوزيه سيحصل، في مقابل تدريبه لأنغولا 150 ألف يورو شهرياً، علماً بأنه كان يتقاضى83 ألف يورو راتباً شهرياً من الأهلي. وقال الأهلي إن الطاقم التدريبي للفريق بقيادة المدرب المساعد حسام البدري سيظل في موقعه، مضيفاً أن جوزيه الذي مدّد عقده في بداية الموسم الحالي حتى 2010 سيقود الفريق حتى لقاء الإياب في الدور الثالث لكأس الاتحاد الأفريقي أمام سانتوس الأنغولي. وخرج الأهلي من دور ال16 لدوري أبطال أفريقيا في شكل مفاجئ أمام كانو بيلارز النيجيري المتواضع بعد التعادل 3-3 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب ليودع بطل مصر الفائز باللقب القاري مع جوزيه ثلاث مرات في آخر أربع سنوات البطولة الأفريقية بقاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين. وتولى جوزيه تدريب الأهلي للمرة الأولى في موسم 2001-2002، لكنه رحل بعد أن أخفق في الفوز بالدوري المصري على رغم أنه قاد الفريق للفوز بدوري أبطال أفريقيا. وعاد جوزيه الى الأهلي في ولاية ثانية في 2003، وقاد الفريق للفوز بالدوري المحلي أربع مرات متتالية ودوري أبطال أفريقيا ثلاث مرات إضافة الى الحصول على المركز الثالث في كأس العالم للأندية في 2006. ويعتبر جوزيه من أفضل المدربين الذين عملوا مع الأهلي على مدار تاريخة، ونجح في تحقيق 18 بطولة، ما بين دوري وكأس ودوري أبطال أفريقيا، وسوبر أفريقي، ووعد جوزيه من قبل أنه راهن على تحقيق 20 بطولة مع الأهلي حقق منها حتى الآن 18 بطولة، وربما تكون بطولة الدوري الحالي هي رقم 19. وكان آخر لقب حققه جوزيه مع الأهلي في فبراير الماضي حينما فاز الفريق «الأحمر» بلقب كأس السوبر الأفريقية 2009 على حساب الصفاقسي التونسي بالقاهرة، وهي المرة الرابعة التي يفوز بها بالكأس نفسها. وكانت أول بطولات جوزيه مع الأهلي لدوري الأبطال الأفريقي في موسم 2001، وواصل المدير الفني إنجازاته ليعزز مكانته عبر 8 سنوات تخللها غياب موسم في طليعة أكثر المدربين تحقيقًا للبطولات في تاريخ «القلعة الحمراء». وبرحيل جوزيه أصبح من المؤكد رحيل الثنائي الأنغولي أمادو فلافيو وغيلبرتو ودخول عصر احترافي جديد يسعى فيه الأهلي في كل مكان لاستقطاب محترفين جدد للموسم الجديد، وترتفع وتيرة التقارير التي تتحدث عن رحيل محتمل لفلافيو، وبحث دائم للأهلي عن البدائل، وارتبط الثنائي الأنغولي في شكل وثيق بالمدرب البرتغالي فيما ظهرت على الفور شواهد تشير إلى أن فلافيو سينتقل الصيف المقبل إلى أي ناد خارجي يتقدم بعرض لشراء اللاعب الذي ينتهي عقده مع الأهلي في صيف 2012. وهناك قناعة متزايدة في لجنة الكرة بالأهلي أن فلافيو لن يقدم أكثر مما قدم للفريق وأن هناك انفتاح أكبر على الاستغناء عن مواطنه غيلبرتو إذا جاء العرض المناسب. وسجل فلافيو 10 أهداف للأهلي هذا الموسم، وهو هداف الفريق، وكذلك كان هدف الفريق في دوري أبطال أفريقيا برصيد 3 أهداف قبل خروج الأهلي حامل اللقب. وانتقد عدد من النقاد الرياضيين المصريين توقيت رحيل جوزيه، فقال الناقد الرياضي بالأهرام محمود صبري: «السؤال الذي يطرح نفسه هل قرار جوزيه بإعلان الرحيل عن الأهلي في هذا التوقيت صحيح أم خاطئ في ظل احتدام المنافسة على درع الدوري... ألم يكن من الأولى أن يؤجل جوزيه ذلك إلى نهاية الموسم حتى يحافظ على الاتزان النفسي للاعبين في هذا الوقت، بخاصة أنه دائماً ما تحدث عن حب الأهلي والتضحية من أجله، وأنه سيعتزل التدريب بعد مشواره مع الأهلي».