أعلن رئيس الوزراء المكلف عبد الإله بن كيران أنه لا يملك الغالبية البرلمانية التي تؤهله لتأليف حكومة جديدة، مؤكداً أنه حصل على دعم نهائي من حزبين فقط. ورفض بن كيران في تصريحات على هامش مشاركته في افتتاح المعرض الدولي للبناء في مدينة الدار البيضاء أول من أمس، تقديم حكومة أقلية أمام البرلمان، مؤكداً تمسكه بمشاركة حزب «تجمع الأحرار» في ظل تململ مواقف حزب «الاتحاد الاشتراكي» بزعامة إدريس لشكر الذي أبدى موافقة مبدئية مشروطة ببرنامج حكومي «جدي». وقال بن كيران إنه سينظر في شروط لشكر حال تأكيده الموافقة النهائية على المشاركة في الحكومة. وتشهد مشاورات تشكيل الحكومة جموداً، نتيجة رفض حلفاء بن كيران في الحكومة المنتهية ولايتها وأبرزهم «تجمع الأحرار» بزعامة عزيز أخنوش المشاركة معه في حكومة جديدة إلى جانب حزب «الاستقلال» المحافظ. وحصل بن كيران الذي مر على تكليفه من جانب العاهل المغربي الملك محمد السادس أكثر من شهر ونصف الشهر، على دعم حزبي «الاستقلال» (46 مقعداً) و «التقدم والاشتراكية» (12 مقعداً)، لكنه يحتاج إلى 15 مقعداً إضافياً لتأمين غالبية برلمانية. وأشارت المصادر إلى أن رئيس الوزراء المكلف ينتظر عودة زعيم «تجمع الأحرار» (37 مقعداً) من جولة أفريقية يقوم بها الملك، لاستئناف مشاوراته. وقال بن كيران إنه متشبث بمشاركة «تجمع الأحرار» في تحالفه الحكومي المقبل، مطالباً بعدم التعاطي مع الحكومة بمنطق الغنيمة. وأضاف أنه لن يختلف مع أخنوش حول الحقائب الوزراية، مشيداً بكفاءة وزراء «تجمع الأحرار». من جهة أخرى، دعا حزب «العدالة والتنمية» الحاكم إلى الابتعاد عما وصفها بالأساليب «الدنيئة» للنيل من رئيس الوزراء المكلف عبد الإله بن كيران، معتبراً أن «من يتصور أن تلك الأساليب قادرة على إهانة بن كيران أو النيل من عزيمته أو إصابته باليأس والإحباط واهم». وعبّر الحزب الإسلامي عن ثقته بتشكيل الحكومة بقيادة بن كيران رغم العراقيل التي تواجهه». وأضاف أن «المناورات التي تنتمي إلى منطق عرقلة تشكيل الأغلبية لن تجدي نفعاً بل إنها ومثيلاتها تنتج آثارها العكسية». وأعلن الحزب الحاكم أن يده «ما زالت ممدودة لكل من عبَّر عن نيته في أن يكون من مكونات الحكومة في حدود المعقول»، مطالباً ب «تفاوض موضوعي وهادئ مع قدر من المرونة والتوافق بعيداً عن حسابات التموقع والاستقواء». ودعا القيادي في «العدالة والتنمية» محمد يتيم إلى الإعراض عن «اللغة الحربية» في مواجهة الشركاء المحتملين في الحكومة المرتقبة لتجاوز حال الجمود الذي يعتري المشاورات، معبراً في الوقت ذاته عن رفض حزبه «لغة الاشتراطات والمناورات». إلى ذلك، سخر الحزب الحاكم من تصريحات نُسبت إلى زعيم حزب «الأصالة والمعاصرة» إلياس العماري عبّر فيها عن رفضه تسلم رئاسة الوزراء، حيث قال إن «الأصالة والمعاصرة» (102 مقعد) يرفض تأليف الحكومة المقبلة في حال فشل بن كيران في تشكيلها. ووصف «العدالة والتنمية» تلك التصريحات ب «الشاردة والمثيرة للاستغراب». وأضاف: «على العماري والذين يحلمون معه بالانقلاب على دستور العام 2011، أن لا ينسوا أن في البلد حكماء وعقلاء لن يسمحوا بذلك»، مشيراً إلى أن «العماري صدّق التأويلات التي تسعى للانقلاب على الدستور والترويج لتكليف رئيس وزراء من الحزب الثاني الذي هو الأصالة والمعاصرة». واتهم الحزب الإسلامي غريمه السياسي ب «الاصطياد في الماء العكر والتدخل في كل القضايا حتى البعيدة منها»، معتبراً أن حزبه «انهزم وأن الملك سلك المنهجية الديموقراطية وكلّف زعيم الحزب المتصدر للانتخابات بتشكيل الحكومة». وقال يتيم إن «الفتاوى الدستورية والإعلامية المضحكة محاولة للانقلاب على الغالبية الساحقة من الشعب».