يدشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال زيارته الحالية للمنطقة الشرقية، عدداً من المشاريع العملاقة التابعة لشركة أرامكو السعودية، والتي ستشكل إضافة كبيرة للاقتصاد السعودي، خصوصاً المشاريع المتعلقة بالنفط والغاز والبتروكيماويات التي بلغت كلفة إنشائها عشرات البلايين. وذكرت أرامكو السعودية أمس أن خمسة من مشاريعها العملاقة، هي مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، ومشروع خريص العملاق، ومشروع حقل منيفة، ومعمل الغاز في واسط، ومشروع حقل الشيبة، ستكون من المشاريع التي سيدشنها خادم الحرمين الشريفين. وأشارت «أرامكو» إلى أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) هو مركز معرفي علمي يستهدف تطوير القدرات البشرية، ومن المقرر أن يفتتحه خادم الحرمين الشريفين مساء اليوم، وقامت بتصميمه لدفع وتيرة تطوير الاقتصاد القائم على المعرفة في المملكة، إذ سيوفر العديد من فرص دعم الموهوبين في كل مجالات الثقافة والفن والمعرفة بشكل عام. ويتكون مركز «إثراء» من المكتبة، التي ستضم أكثر من 220 ألف كتاب بالعربية والإنكليزية، مع طاقة استيعابية تتسع لنصف مليون كتاب ودورية. وبرج المعرفة، ويتكون من 18 طابقاً من المرافق التعليمية، وسيعرض أحدث الدورات التعليمية في عدد من المواضيع الدراسية، كما سيحتضن ألفي ورشة عمل سنوياً في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM). ومختبر الأفكار، ويوفر مساحة لتطوير أفكار المبدعين وترجمتها إلى نماذج أولية ومنتجات يمكن تسويقها. ومتحف الطفل، وهو أول متحف في السعودية مخصص للأطفال حتى سن 12 عاماً، ويهدف إلى تنمية قدرات الأطفال الذهنية. والمتحف، ويوفر رؤية بانورامية لأفضل ما في الثقافة السعودية والعالمية من خلال أربعة معارض، إذ سينطلق الزوار في رحلة اكتشاف عبر آلاف السنين، تبدأ بالفن السعودي المعاصر، تليه الهوية والتراث السعودي، والفن والتراث الإسلامي، ويختتم بالتاريخ الطبيعي لشبه الجزيرة العربية. والقاعة الكبرى، وستستضيف المهرجانات والمتاحف والمعارض الزائرة من حول العالم، إضافة إلى المؤتمرات والفعاليات. مشروع «خريص» أكدت «أرامكو» أن خادم الحرمين سيدشن مشروع خريص العملاق، وحقل خريص هو أحد آخر الحقول الكبيرة العملاقة التي تم اكتشافها في العالم كله، وكان الهدف الأول من تطوير مشروع حقل خريص هو زيادة إنتاج المملكة من الزيت بمعدل 1.2 مليون برميل يومياً. وتم اكتشاف الحقل في 1957، وكان إنتاجه 190 ألف برميل يومياً، وفي 1982 زاد معدل إنتاجه إلى 300 ألف برميل، وقررت «أرامكو» إيقاف العمل في حقل خريص في 1993 بسبب ضآلة إنتاجه وانخفاض مستوى الضغط فيه، ووقوعه في منطقة نائية صعبة. إلا أنه اتُخذ القرار بالمضي قدماً في تنفيذ المشروع في كانون الثاني (يناير) 2005، حين بلغ معدل الاستهلاك العالمي من النفط مستويات غير مسبوقة، وشمل البرنامج ثلاثة حقول، هي: خريص، وأبوجفان، ومزاليج. ولإكمال توسعة حقل خريص تطلب الأمر العديد من الإجراءات، ومنها توسعة وتحديث أكبر معامل معالجة مياه البحر، وتركيب أكثر من 1200 كيلومتر خطوط أنابيب توزيع وحقن مياه البحر، وبناء معمل جديد لحقن المياه في خريص، وتوسعة أربعة معامل أخرى، وغير ذلك. ويبلغ طول حقل خريص 110 كيلومترات، ويغطي ما مساحته 1200 كيلومترمربع. أما أبوجفان (جنوب غربي خريص)، فيغطي مساحة 250 كيلومتراً مربعاً، في حين يقع حقل مزاليج، الذي يغطي مساحة 250 كيلومتراً مربعاً، في جنوب شرقي حقل أبوجفان. حقل «منيفة» المشروع الثاني الذي يدشنه خادم الحرمين الشريفين هو حقل «منيفة»، وهو حقل مغمور في المياه السعودية ويقع شمال الجبيل على الخليج العربي، وهو خامس أكبر حقول النفط في العالم، ومن أقدم الحقول في المملكة، واكتُشف في 1957. وتصل مساحة هذا الحقل المكون من ستة مكامن إلى نحو 45 كيلومتراً طولاً، و18 كيلومتراً عرضاً. ويقع في المنطقة البحرية تحت مياه ضحلة يراوح عمقها ما بين متر واحد و15 متراً. وأعيد الإنتاج من هذا الحقل، في 10 نيسان (أبريل) 2013، بينما تم إنجازه وتشغيله نهاية 2014. وتصل طاقة حقل منيفة الإنتاجية بعد تطويره إلى 900 ألف برميل من الزيت العربي الثقيل يومياً، ويشكّل مشروع الإنتاج الجديد في منيفة أكبر مشروع من نوعه في صناعة النفط، وسيوفر اللقيم اللازم لمصفاتي التكرير المشتركة (شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات - ساتورب) في الجبيل، و(مصفاة شركة ينبع أرامكو سينوبيك للتكرير - ياسرف) في ينبع. إضافة إلى مصفاة جازان عندما تصبح قيد التشغيل ومصفاة «موتيفا»، وهو مشروع مشترك للتكرير والتسويق في مدينة هيوستن، بولاية تكساس الأميركية، والمملوكة مناصفة بين أرامكو السعودية وشركة شل الأميركية. معامل «واسط» المشروع الثالث في معمل الغاز في واسط، ويقع شمال مدينة الجبيل الصناعية، وهو أحدث معمل للغاز يساعد في تلبية حاجات المملكة من الطاقة، إذ يسهم هذا المعمل العملاق بمفرده في رفع طاقة معالجة الغاز في المملكة بنسبة 20 في المئة. وعلى عكس معامل الغاز الأخرى العائدة لأرامكو السعودية، التي تعالج الغاز الطبيعي المصاحب للنفط الخام في الحقول التقليدية، صُممت معامل جديدة - ومن بينها معمل واسط - لمعالجة كميات ضخمة من الغاز غير المصاحب تبلغ 2.5 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، وإنتاج 1.7 بليون قدم مكعبة قياسية من غاز البيع أو الميثان وضخها إلى شبكة الغاز الرئيسة، و4800 طن متري يومياً من الكبريت المذاب التي تقوم بدورها بتوفير إمدادات الغاز الطبيعي إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه التي تلبي حاجات المملكة من الكهرباء والمياه في القطاعين الصناعي والسكني. حقل «شيبة» رابع المشاريع العملاقة هو حقل الشيبة، ويعتبر الحقل واحداً من أكبر المشاريع النفطية على مستوى العالم، ويقع على رمال صحراء الربع الخالي، ونفذت «أرامكو السعودية» في الحقل أخيراً، مشروعين كبيرين هما: مشروع توسعة حقل النفط الخام، ويتضمن إنتاج كميات إضافية من النفط الخام العربي الخفيف جداً ذي القيمة العالية بقدر 250 ألف برميل في اليوم، لتصل بذلك الطاقة الإنتاجية إلى مليون برميل في اليوم، لتعادل ضعف طاقة مرافق فرز الغاز عن الزيت المبدئية عندما تم تشغيلها في 1998. ومشروع استخلاص سوائل الغاز الطبيعي، ويشمل مرافق لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي في الشيبة متضمناً إنشاء معمل جديد لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي بطاقة معالجة تبلغ 2.4 بليون قدم مكعبة قياسية لاستخلاص ما يعادل 275 ألف برميل في اليوم من سوائل الغاز الطبيعي المحتوية على الميثان، والعناصر الأثقل من الغاز المُنتَج، وإعادة ضغط وحقن الغاز الخفيف في المكمن. وسيوفر المشروع كميات كبيرة من الإيثان، وهو من أهم أنواع الغاز الذي يساعد في التنمية الصناعية، إضافة إلى سوائل الغاز الطبيعي الأخرى. ويشمل المشروع إنشاء مرافق ووحدات لمناولة الغاز وتنقيته، وأخرى لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي. كما شمل المشروع تحسيناً رئيساً يهدف إلى زيادة قدرة توليد الكهرباء إلى أكثر من 1 غيغاواط.