صعّدت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة غداة زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لواشنطن، وقبل أقل من أسبوعين من زيارة مرتقبة للرئيس باراك أوباما للمنطقة. وشنت الطائرات الحربية ومنصات الصواريخ سلسلة غارات على أهداف داخل غزة وعلى أنفاق التهريب أسفل الشريط الحدودي الفاصل بين مدينة رفح الفلسطينية وشقيقتها المصرية. ورأى القيادي في حركة «فتح» إبراهيم أبو النجا في التصعيد الاسرائيلي تحضيراً لضربة جديدة للقطاع، فيما توعدت بالرد «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي». ووقع أحدث الغارات ظهر أمس، وقال شهود إن طائرات الاحتلال شنت غارة جوية على منطقة زراعية في محيط جبل الريس شرق مدينة غزة، من دون وقوع إصابات أو أضرار. وفي وقت سابق، قالت مصادر طبية فلسطينية إن ثلاثة ناشطين جرحوا فجر أمس وليل الثلثاء - الأربعاء في سلسلة الغارات الإسرائيلية على مجموعة من عناصر «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، قرب حي الزيتون جنوب مدينة غزة. وأشار شهود إلى أن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخين في اتجاه المجموعة قرب سوق السيارات في الحي، ما أدى إلى جرح الثلاثة. وقصفت الطائرات بصاروخ واحد ورشة للحدادة في الحي نفسه، ما أدى إلى تدميرها وإلحاق أضرار بالمباني المجاورة. وتلت ذلك غارة أخرى على ورشة للحدادة في شارع يافا وسط حي التفاح في قلب مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة شخص بجروح، ولحقت أضرار بالمباني المجاورة. وشنت الطائرات غارة ثالثة قرب دوار القرم شرق مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع، بالتزامن مع غارة على مزرعة لتربية الدواجن في مدينة رفح جنوب القطاع تم تدميرها تماماً. وقصف الطائرات بصاروخ واحد أيضاً هدفاً شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، من دون وقوع إصابات. واستهدفت غارة أخرى موقعاً ل «حماس» قرب سور حدودي مع «الخط الأخضر»، في غارة هي الأولى على مواقع للحركة منذ سريان وقف النار في 18 كانون الثاني (يناير) الماضي، بعد حرب دموية على القطاع دامت 22 يوماً. وفي موازاة هذه الغارات، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة وقذائفها على امتداد سواحل مدينة غزة، في ظل تحليق مكثف للطيران في أجواء مدن القطاع. وسبقت تلك الغارات أربع هجمات متوالية لطائرات حربية إسرائيلية على منطقة الأنفاق على الحدود الفلسطينية - المصرية، ما أدى إلى تدمير عدد منها وإصابة امرأة بجروح. ورداً على هذه الغارات، أطلقت «كتائب القسام» صاروخاً على بلدة سديروت داخل اسرائيل إلى الشرق من بلدة بيت حانون شمال القطاع، في ظل تحليق مكثف ومتواصل للطائرات من طراز «اف 16» منذ الاثنين الماضي. وحذرت «كتائب القسام» من «تصاعد وتيرة تحليق الطائرات»، مطالبة «كل المجاهدين» التابعين لها وللأذرع العسكرية للفصائل الأخرى «بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر تحسباً لأي عمليات اغتيال أو قصف تقوم بها الطائرات الصهيونية». ودعت غرفتها المركزية إلى «عدم التأمين لجانب العدو الصهيوني وجيش الاحتلال». من جانبه، توعد «أبو أحمد» الناطق باسم «سرايا القدس» بأن يقابل التصعيد الإسرائيلي «برد من المقاومة»، وقال إن «هناك تصعيداً صهيونياً مستمراً من خلال القصف اليومي لبعض المناطق وعلى حدود الشواطئ، وما يحدث في الضفة الغربية من تهويد وتوسيع استيطان». وأضاف أن «المقاومة سترد على العدوان في الوقت والمكان المناسبين». وأشار إلى أن «الإجماع موجود على ضرورة الرد على العدوان الصهيوني، وما نحتاجه هو الظروف الملائمة لذلك، خصوصاً في ظل التحليق المكثف للطائرات الصهيونية ووجود العملاء على الأرض الذي يحول دون الرد الآن». وقال: «كلنا جاهز للرد على العدوان مثلما كانت الجهوزية في الحرب الأخيرة على القطاع في كانون الثاني الماضي مع كل الفصائل الوطنية»، مطالباً «بضرورة نسيان الخلافات الداخلية والانقسام والتوحد من أجل التصدي للعدوان الصهيوني». وكانت الإذاعة العبرية قالت ليل الثلثاء - الأربعاء إن صاروخاً فلسطينياً محلي الصنع سقط في ساحة منزل مستوطن في بلدة سديروت، ما أدى إلى تدمير جزء منه. وأضافت أن الجيش الإسرائيلي ينوي الرد عسكرياً علي الصاروخ، وأنه لن يوافق على أن يعود سكان سديروت والكيبوتسات المجاورة للقطاع الى العيش تحت تهديد صواريخ غزة.