أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن اتفاق «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) بشأن خفض الإنتاج ورفع أسعار النفط بات «وشيكاً». وقال مادورو في كلمة لعمال شركة النفط الوطنية الفنزويلية «بي دي في إس ايه»: «هناك اتفاق وشيك لدول أوبك بشأن تثبيت الإنتاج وخفضه وموازنة السوق ورفع الأسعار على نحو واقعي وعادل ومسؤول»، مشيراً إلى أنه سيوفد وزير النفط إيولوخيو ديل بينو إلى روسيا للمساعدة في حشد بقية المنتجين للمشاركة. ومن جهته، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك «لا أحد لا يمكنه التكهن كيف ستصل سوق النفط إلى التوازن»، موضحاً إلى أنه يتوقع أن يبلغ فائض المعروض مليون برميل يومياً حتى نهاية العام 2016، مقارنة مع 1.8 مليون برميل يوميا في بدايته. ومن المقرر الانتهاء من تفاصيل الاتفاق عندما يجتمع وزراء نفط أوبك في فيينا في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وذلك بعد أن اتفق أعضاء المنظمة في الجزائر قبل شهرين، على تقييد الإنتاج مع منح استثناءات خاصة لليبيا ونيجيريا وإيران لأن إنتاجها تأثر بفعل الحروب والعقوبات. وارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في شهر مع تزايد التوقعات بين المتعاملين والمستثمرين بأن «أوبك» ستتفق على خفض الإنتاج. واستقرت أسعار خام القياس العالمي مزيج «برنت» عند نحو 49 دولاراً للبرميل تراجع الاستثمارات في موازاة ذلك، رجح مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول استمرار تراجع الاستثمارات الجديدة في إنتاج النفط في العام 2017، في الوقت الذي تستمر فيه تخمة الإمدادات العالمية ما يذكي التقلبات في أسواق الخام. وقال بيرول أمام مؤتمر للطاقة في طوكيو: «تحليلاتنا تظهر أننا ندخل فترة تقلبات أكبر في أسعار النفط لأسباب من بينها تراجع الاستثمارات النفطية العالمية لثلاث سنوات على التوالي، في العامين 2015 و2016 وعلى الأرجح في 2017». وتابع: «هذه هي المرة الأولى في تاريخ النفط التي تتراجع فيها الاستثمارات لثلاث سنوات على التوالي»، مضيفاً أن هذا قد يسبب «صعوبات» في أسواق النفط العالمية في غضون سنوات قليلة. وعلى هامش المؤتمر، قال بيرول ل «رويترز»: «تحليلاتنا تظهر أنه حين ترتفع الأسعار إلى 60 دولاراً فإن ذلك يجعل قدراً كبيراً من النفط الصخري الأميركي مربحاً، وفي غضون 9 أشهر إلى 12 شهراً قد نرى استجابة من النفط الصخري وغيره من مناطق الإنتاج المرتفع التكلفة (..) وقد يضع هذا ضغوطاً نزولية على الأسعار من جديد». وأضاف: «هذا المستوى سيكون كافياً للعديد من شركات النفط الصخري الأميركي كي تستأنف الإنتاج المتوقف لكن وصول الإمدادات الجديدة إلى السوق سيستغرق نحو 9 أشهر. وأوضح بيرول أنه ما زال من المبكر التكهن بتأثير رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة على سياسات الطاقة.