جنيف - أ ف ب، رويترز - أعلنت بعثة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للتحقيق في العدوان الإسرائيلي على غزة أنها ستعقد «جلسات استماع علنية» إلى شهود للمرة الأولى في تاريخ المنظمة الدولية. وقال رئيس البعثة ريتشارد غولدستون، المدعي العام السابق لمحكمة الجزاء الدولية في يوغوسلافيا السابقة ورواندا، إن البعثة ستتوجه إلى غزة مطلع الشهر المقبل، وستدخل القطاع من الحدود المصرية «إن كانت هذه هي الطريقة الوحيدة للدخول». وقال غولدستون للصحافيين بعد لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمفوضة العليا لحقوق الإنسان في المنظمة الدولية نافي بيلاي في أحد فنادق جنيف: «لم نحصل على أي رد رسمي» من السلطات الإسرائيلية على طلبات المرور «من الباب العريض». وأوضح أن البعثة «يترتب عليها إنجاز عملها ميدانياً قبل نهاية حزيران (يونيو)» من أجل أن ترفع تقريرها في المهلة المحددة قبل الرابع من آب (أغسطس) المقبل. وأكد أن اللجنة «ستخصص أياماً عدة لجلسات استماع علنية» في غزة وفي جنيف حيث ستستمع إلى شهود، خصوصا إسرائيليين لم يتمكنوا من المثول أمامها في القطاع. وقال: «بهذه الطريقة سنغطي مجالات التحقيق كافة». وتضم البعثة البريطانية كريستين تشينكين المتخصصة في القانون الدولي، والباكستانية هينا جيلاني القاضية في المحكمة العليا الباكستانية الخبيرة السابقة في حقوق الانسان لدى الاممالمتحدة، والكولونيل الايرلندي المتقاعد ديزموند ترافرس. ووسع رئيس مجلس حقوق الإنسان نطاق التحقيق ليشمل «كل الانتهاكات»، وليس فقط تلك التي ارتكبتها إسرائيل. وأشار غولدستون، وهو من جنوب أفريقيا: «نحن عازمون على القيام بمهمتنا لتقصي الحقائق، آخذين في الحسبان كل العوامل ذات الصلة ومزاعم كل الأطراف». وقالت ناطقة باسم الأممالمتحدة إن هذه ستكون المرة الأولى التي يأخذ فيها تحقيق دولي يتعلق بحقوق الإنسان شكل جلسات علنية يدلي خلالها الضحايا بشهاداتهم علناً. وأضافت أنه نموذج يحاكي التحقيقات الوطنية التي أجريت في جنوب أفريقيا بعد حقبة الفصل العنصري. وكان غولدستون، وهو قاض سابق في كل من المحكمة العليا والمحكمة الدستورية في جنوب أفريقيا، قاد لجنة تولت التحقيق في العنف السياسي وأنشطة فرق الإعدام التابعة للشرطة في بلاده أوائل التسعينات. وسيحقق فريق الأممالمتحدة أيضاً في مزاعم عن إطلاق مقاتلي حركة «حماس» صواريخ على أهداف مدنية جنوب إسرائيل. وقال غولدستون: «كنا نتمنى أن نبدأ من هناك... أن نزور جنوب إسرائيل وسديروت وأن نصل إلى غزة من الباب الأمامي وأن ندخل الضفة الغربية المدرجة أيضاً في مهمتنا». ولفت إلى أنه وجه طلباً مباشراً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حتى يتمكن من دخول إسرائيل، لكنه لم يتلق أي رد رسمي، رغم علمه بتقارير قالت إن إسرائيل لا تعتزم التعاون.