عم الإضراب الشامل البلدات العربية داخل إسرائيل أمس في الذكرى العاشرة لاندلاع الهبة الجماهيرية لفلسطينيي 1948 تضامناً مع الانتفاضة الثانية التي اندلعت في القدس والضفة الغربية المحتلتين أواخر أيلول (سبتمبر) 2000 احتجاجاً على اقتحام رئيس المعارضة في حينه أريئل شارون المسجد الأقصى المبارك. وأحيا فلسطينيو ال 1948، بقرار من «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل» التي ينضوي تحت كنفها جميع الأحزاب والحركات السياسية والدينية والاجتماعية المختلفة الفاعلة في المجتمع الفلسطيني في الداخل، ذكرى شهدائهم ال 13 الذي قتلتهم قوات الأمن الإسرائيلية بأمر مباشر من رئيس الحكومة وزير الدفاع في حينه ايهود باراك. وأغلقت المحال التجارية أبوابها، كما أغلقت المؤسسات التعليمية والخدماتية المختلفة. وقام قادة الأحزاب العربية وذوو الشهداء بوضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء، وجابت مسيرات احتجاجية البلدات التي سقط فيها الشهداء. وشهدت قرية كفر كنا المسيرة المركزية بمشاركة الآلاف الذين رفعوا أعلام فلسطين وأعلاماً سوداً وشعارات نددت بالممارسات القمعية وسياسة التمييز العنصري المنتهجة ضد المواطنين العرب من جانب الحكومات المتعاقبة. وطالب المتحدثون في المسيرات المستشار القضائي للحكومة باحترام توصيات لجنة التحقيق الرسمية في قتل الشباب ال 13 (لجنة اور)، وفتح التحقيق الجنائي مع القتلة والمسؤولين عنهم. وكان المستشار السابق رفض التوصيات، على رغم تأكيد اللجنة أن «استخدام القناصة وإطلاق الرصاص الحي على مواطنين إسرائيليين لم يكن قانونياً»، ما يستوجب فتح تحقيق جنائي. وناشدت جمعيات حقوقية، يهودية وعربية في إسرائيل، في بيان عممته على وسائل الإعلام العبرية الحكومة الإسرائيلية ومستشارها القضائي احترام توصيات لجنة التحقيق ومباشرة التحقيق الجنائي مع القتلة والمسؤولين عنهم، والعمل على مساواة المواطنين العرب مع اليهود في الحقوق ووقف سياسة هدم البيوت العربية، خصوصاً في النقب حيث يعيش أكثر من 150 ألف من البدو والاعتراف بقرى البدو ال 45 التي ترفض الحكومات المتعاقبة الاعتراف بها وتخطط لاقتلاع سكانها للاستيلاء على أراضيهم. ويعتبر مراقبون إسرائيليون أحداث «هبة اكتوبر 2000» علامة فارقة في العلاقات بين المواطنين العرب والدولة العبرية. واعتبر تقرير صحافي في «هآرتس» أمس ما حصل قبل عشرة أعوام بمثابة «انفصال المواطنين العرب عن دولة إسرائيل»، مضيفاً أن الاغتراب المتبادل بين الدولة ومواطنيها العرب هو ما يميز العلاقات في السنوات الأخيرة.