أعلنت القاهرة أن الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف سيزور مصر أواخر تموز (يوليو) المقبل تلبية لدعوة من الرئيس حسني مبارك. وأنهى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس زيارة رسمية لموسكو التقى خلالها ميدفيديف ونقل إليه رسالة شفوية من مبارك تتعلق بالعلاقات بين مصر وروسيا الاتحادية، ورؤية مصر لأهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأعلن الوزيران أبو الغيط وسيرغي لافروف أن الرئيس الروسي سيتوجه إلى القاهرة في نهاية تموز (يوليو) للقاء مبارك. ونقلت وكالة «فرانس برس» من موسكو عن لافروف قوله خلال اللقاء مع أبو الغيط: «بلغ تعاوننا في الآونة الأخيرة كل صفات التعاون الاستراتيجي». وأضاف أن «المهمة الأساسية اليوم هي الاعداد للقمة الروسية - المصرية». وأوضح أبو الغيط، من جهته، أن هذه القمة ستتم «في الأيام العشرة الأخيرة من تموز (يوليو) في مصر». ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن ميدفيديف الذي اجتمع بالوزير المصري بعد الظهر: «أتوقع أن نبحث في مسائل اقتصادية وأخرى تتصل بالأمن الإقليمي والوضع العالمي والقضايا المتصلة بالاقتصاد العالمي». وأعلنت موسكو في كانون الثاني (يناير) انها تأمل في استضافة مؤتمر حول الشرق الأوسط في النصف الأول من العام 2009، لكن الولاياتالمتحدة واسرائيل لم تستقبلا هذا الاقتراح بحماسة بخلاف الفلسطينيين الذين تربطهم بموسكو علاقات جيدة. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي بأن لقاء أبو الغيط ولافروف أمس تناول موضوعات مهمة عدة على رأسها زيارة ميدفيديف لمصر التي تجيء في إطار «حرص القيادتين السياسيتين على التنسيق والتشاور المستمر في مختلف الموضوعات، ما يعكس رغبتهما في تحقيق انطلاقة حقيقية على صعيد تطوير العلاقات الثنائية المشتركة في كل المستويات ووصولها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية». على صعيد آخر، أكدت مصادر مصرية وأميركية متطابقة أن زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة التي كان مقرراً أن تبدأ الأحد المقبل أرجئت إلى أجل غير مسمى. وقالت مصادر في السفارة الأميركية في القاهرة ل «الحياة» إن مسؤولي السفارة أُبلغوا من مؤسسة الرئاسة الرغبة في تأجيل الزيارة إذ أن الرئيس في فترة حداد على وفاة حفيده محمد علاء مبارك الذي وافته المنية في إحدى مستشفيات باريس مساء الاثنين الماضي وأن الرئيس غير راغب في القيام بأي جولات خارجية هذه الأيام. وأوضحت أنه ربما يتم الاكتفاء بلقاء سيعقده الرئيسان مبارك وباراك أوباما في أثناء زيارة الأخير إلى القاهرة في 4 حزيران (يونيو) المقبل وأن زيارة مبارك لواشنطن سيحدد لها موعد لاحق. وتبلغ الوفد الإعلامي الذي كان مفترضاً أن يسبق مبارك لواشنطن غداً بإلغاء الرحلة. وقالت مصادر مصرية إن مؤسسة الرئاسة ستصدر بياناً حول هذا الأمر. وكان رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف استقبل أمس السفيرة الأميركية في القاهرة مارغريت سكوبي. وصدر بيان في أعقاب اللقاء قال إن نظيف أكد أهمية العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولاياتالمتحدة خصوصاً في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، إلى جانب أهمية الاستفادة من الخبرة الأميركية في مجالات محددة ذات عائد واضح مثل قطاعات التعليم والتدريب. وتحدث البيان عن «ترقب الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الاميركي الجديد لمصر بعد اختياره القاهرة لتوجيه كلمة منها تحدد توجه ادارته تجاه العالم العربي والاسلامي»، لكنه لم يتطرق إلى زيارة مبارك لواشنطن. وذكر أن الجانبين أعربا عن تطلعهما «للقاء قريب بين الرئيسين حسني مبارك وباراك أوباما ما يعكس الرغبة في بدء صفحة جديدة في العلاقات تتميز بالثقة والرغبة في تحقيق المصالح المشتركة». ونقل البيان عن الناطق باسم الحكومة المصرية مجدي راضي إن الاجتماع أكد تطلع الجانبين المصري والاميركي الى تعميق العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين. وسألت «الحياة» راضي عن أمر تأجيل زيارة مبارك لواشنطن فأجاب بأنه «إن تقرر ذلك سنعلنه». وواصلت قنوات التلفزيون المصري ومحطات الفضائيات المصرية الخاصة قطع برامجها المعتادة وبثت لليوم الثاني آيات من القرآن الكريم وعظات وأحاديث دينية، وانشغل المصريون بمختلف أطيافهم بنبأ وفاة حفيد الرئيس وأظهروا حالة شديدة من التعاطف مع أسرته، وتصدر النبأ الصفحات الأولى من الصحف القومية والمعارضة وانهالت برقيات التعزية من المواطنين على رئاسة الجمهورية. وتلقى الرئيس برقيات عزاء من عدد من الملوك والأمراء والرؤساء في وفاة حفيده.