أحبطت الشرطة العراقية محاولة «مُحكمة» للسطو على أحد فروع «مصرف الرافدين» الحكومي في منطقة البياع (جنوب غربي بغداد)، عندما شن مسلحون هجوماً بالقنابل اليدوية على نقطة التفتيش القريبة من المصرف، تمهيداً لاقتحامه ونهب الأموال الموجودة فيه. وكشف مصدر في الشرطة الاتحادية ل «الحياة» أن «تسعة مسلحين كانوا يستقلون سيارتين قاموا بتفجير ثلاث عبوات عن بعد لإرباك عناصر الشرطة المرابطة قرب فرع المصرف». وأضاف أنه «بعد تفجير العبوات، ترجل المسلحون من سياراتهم وألقوا قنابل يدوية عشوائياً على المارة بهدف خلق حال من الرعب بين المواطنين». وأشار إلى أن «القوات الأمنية منعت المسلحين من دخول المصرف ودخلت في اشتباكات عنيفة استدعت طلب تعزيزات أمنية من الشرطة الاتحادية القريبة من موقع الحادث، وانتهت العملية في غضون عشرين دقيقة بعدما أسفرت عن مقتل شرطيين وجرح تسعة من المارة، واعتقال ثلاثة من المشتبه بهم وبدء التحقيق معهم لمعرفة الجهات المتورطة في الحادث». ولفت إلى أن المعتقلين «دخلوا المصرف اثناء انشغال قوات الأمن بمواجهة المسلحين». وأشار إلى ان «العملية خطط لها بدقة وعناية كونها نفذت بحرفية عالية وتكتيك عسكري وكانت نموذجاً في المباغتة والتنفيذ». ورأى أنها «لم تكن بهدف السرقة كونها اعتمدت الأسلوب نفسه الذي تتبعه الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم دولة العراق الإسلامية. والمعلومات الاولية تفيد بأن القاعدة تقف وراء تلك العملية بهدف الإرباك واستفزاز الأجهزة الأمنية». من جهته، أكد الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا أن «قوات الأمن ألقت القبض على اثنين من افراد العصابة التي حاولت السطو على المصرف». وأضاف أن العملية أدت إلى مقتل اثنين من أفراد شرطة النجدة وجرح تسعة مواطنين. يُذكر أن عملية سطو مسلح استهدفت عدداً من محلات المشغولات الذهبية في شارع العشرين في البياع في أيار (مايو) الماضي انتهت بمجزرة سقط فيها نحو 14 شخصاً. وكانت سلسلة من عمليات اقتحام المصارف الحكومية صاحبت دخول القوات الأميركية إلى العراق وانهيار النظام السابق العام 2003، وشملت معظم مناطق البلاد ولم تتوقف خلال السنوات التي أعقبت الغزو.