واشنطن - يو بي آي، رويترز، أ ف ب - حذر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس، من أن بلاده تواجه خطر توسع الهوة بين القوات العسكرية والمجتمع. وقال في خطاب ألقاه أمام طلاب جامعة «ديوك»: «على رغم الاحتضان الشعبي الأميركي للجنود القادمين من أفغانستان والعراق، تبقى الحربان بالنسبة الى غالبية الأميركيين فكرة تجريدية، وسلسلة من الأخبار البعيدة والبغيضة التي لا تؤثر عليهم شخصياً»، باعتبار ان أقل من واحد في المئة من الأميركيين حاربوا فيهما». واستشهد بدراسة أظهرت أن عدد الشبان الذين تبلغ أعمارهم 18 سنة ولديهم آباء من المحاربين القدامى تراجع من 40 في المئة عام 1988 إلى 18 في المئة بحلول عام 2000. ولفت الى أن بلاده تشهد «نمواً خطراً» لمجموعة من القادة العسكريين المنفصلين سياسياً وثقافياً وجغرافياً عن المجتمع الذي أقسموا على حمايته، معلناً ان الخدمة في الجيش، اصبحت بالنسبة الى عدد متزايد من الأميركيين، حتى بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وبغض النظر عن مدى تمجيدها، شيئاً ينفذه آخرون». وطلب اقراراً بأن شريحة ضيقة من سكان الولاياتالمتحدة تحملت عبء القتال في افغانستان والعراق، «اذ يأتي معظم الضباط والمجندين في الجيش من مناطق ريفية وبلدات صغيرة في الجنوب وفي الغرب، تتركز في خمس ولايات هي تكساس وواشنطن وجورجيا وكنتاكي وهنا في كارولاينا الشمالية. وهو تحول ربما يفصل بينهم سياسياً وثقافياً، وبين سكان الحضر الذين يشكلون معظم سكان الولاياتالمتحدة». وأشار الى ان هذه الظاهرة أدت إلى تزايد معدلات الانتحار في صفوف القوات المسلحة، وتراكم الضغوط على أسرهم. وقال: «يطرح ذلك السؤال كيف يمكن لهؤلاء الشباب الشجعان تحمل عبء يواصل الجيش والإدارة والمجتمع فرضه عليهم؟» وللتخفيف من هذا العبء، دعا غيتس الذي يتوقع أن يغادر الإدارة العام المقبل، الطلاب الى النظر في وظيفة ضمن القوات العسكرية أو أي شكل من الخدمة العامة، فيما لم يقدم حلولاً للقضايا التي أثارها. ورد على أسئلة وجهها طلاب بالقول إن «شرق أفغانستان يتحول في شكل متزايد إلى عصبة بغيضة من الجماعات الإرهابية التي تتعاون معاً، وهي تنظيم القاعدة وشبكة حقاني وطالبان باكستان وطالبان الأفغانية، وجماعات مثل عسكر طيبة، ما يجعل نجاح واحدة نجاحاً لها كلها».