قالت ناطقة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إمس، إن لندن تدرس مجموعة كاملة من الخيارات قبل أن تبدأ مباحثات الانفصال (بريكزيت) مع الاتحاد الأوروبي. وأتت تلك التصريحات رداً على سؤال حول ما إذا كانت رئيسة الوزراء تدرس اتفاقاً انتقالياً ل «بريكزيت». وقالت ماي في وقت سابق إنها على دراية بمخاوف قادة الأعمال من احتمال سقوط بريطانيا «من حافة هاوية» إلى ظروف تجارية ضبابية عندما تنتهي محادثات الانفصال الرسمية التي قد تستغرق ما يصل إلى سنتين. وقالت الناطقة للصحافيين: «هناك مجموعة كاملة من القضايا التي يجري العمل عليها مع استعدادانا للمفاوضات مع التركيز على كيفية اقتناص أفضل صفقة للمملكة المتحدة». وأضافت أن الحكومة حددت بالفعل الخطوط العريضة لإجراءات خفض الضرائب على الشركات إلى 17 في المئة بحلول 2020 ووصفت أي حديث عن المزيد من الخفض بأنه «تكهنات». وحضت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قطاع الأعمال على الاستثمار في شركات مبتكرة لتحفيز الاقتصاد الذي يعاني من مستويات إنتاج منخفضة وتحقيق التغيير الذي يتطلبه الاقتراع بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي. وفي كلمتها أمام المؤتمر السنوي لمنظمة أرباب العمل البريطاني «سي بي آي»، وهي من كبريات منظمات قطاع الأعمال في بريطانيا أمس، كشفت ماي المزيد من التفاصيل عن خطتها لتحسين الحوكمة في الشركات. وأبدت ماي تفهمها لمخاوف قطاع الأعمال من حدوث انهيار بعد المفاوضات الرسمية للانفصال عن الاتحاد الأوروبي، مضيفة أنها ستتناول هذه المخاوف خلال المفاوضات. في المقابل، حذر وزير المال الألماني وولفغانغ شيوبله بريطانيا من خفض كبير لضريبة الشركات، مضيفاً أنه يتعين على بريطانيا الالتزام بقواعد الاتحاد الأوروبي طالما ظلت عضواً في الكتلة. ورداً على سؤال عما إذا كانت خطط بريطانيا لخفض ضريبة الشركات ستطلق سباقاً نحو الإغراق، قال شيوبله: «بريطانيا عضو في الاتحاد الأوروبي. من ثم فإنها ملزمة بالقوانين الأوروبية». في غضون ذلك، أعلنت شبكة التواصل الاجتماعي الأميركية العملاقة «فايسبوك» أمس، أنها ستفتتح مقراً جديداً في لندن في 2017 وتزيد عدد موظفيها في بريطانيا بنسبة 50 في المئة عبر استحداث 500 وظيفة، على الرغم من الشكوك المرتبطة بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. وأعلن القرار خلال المؤتمر السنوي لمنظمة أرباب العمل البريطاني، ما شكل نبأ ساراً إضافياً للمملكة المتحدة بعد قرار مماثل اتخذته «غوغل». وقالت نائبة رئيس «فايسبوك» لأوروبا نيكولا مندلسون في بيان، إن «بريطانيا هي من أفضل المواقع بالنسبة إلى شركة تعنى بالتكنولوجيا، وهي جزء مهم من تاريخ فايسبوك. جئنا إلى لندن في 2007 مع مجموعة من المتعاونين، وحتى نهاية العام المقبل سنفتتح مقراً جديداً، ونتوقع أن يكون لدينا 1500 موظف في الإجمال». ولفتت المجموعة إلى أن معظم الموظفين الجدد سيكونون من المهندسين ذوي الخبرة، مذكرة بأنها طورت في بريطانيا الشبكة الاجتماعية للشركات «ووركبليس» التي أطلقت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وتتواجد الشركة أيضاً في سومرست في جنوب غرب بريطانيا حيث تطور وتصنع طائرات بدون طيار تعمل بالطاقة الشمسية وتتيح لمناطق معزولة الاتصال بالإنترنت. ورحب رئيس بلدية لندن صادق خان بالنبأ، وقال إنه دليل على أن العاصمة البريطانية لا تزال في طليعة العواصم التي تجتذب شركات التكنولوجيا. وقال في بيان نشر على موقع التواصل الاجتماعي إن «التزام فايسبوك إشارة جديدة على أن لندن منفتحة على المواهب والابتكار وريادة الأعمال القادمة من كل أنحاء العالم». والنبأ هو الثاني المثير للارتياح لدى السلطات البريطانية التي رحبت قبل أيام بقرار عملاق المعلوماتية الأميركي «غوغل» بناء مبنى كبير في وسط لندن سيضم ثلاثة آلاف موظف جديد.