يتوقع أن يكون 13 بلداً عربياً من الأشد فقراً في الموارد المائية على مستوى العالم، ويكون نصيب الفرد في 8 بلدان عربية اقل من 200 متر مكعب سنوياً. هذه البيانات وردت في مؤتمر نظمته دمشق، في خطوة استباقية لمواجهة العجز المتزايد في المياه السطحية والجوفية في الدول العربية بخاصةٍ بعد موجة الجفاف التي سادت المنطقة خلال السنوات الأخيرة، «لإعادة استخدام المياه وتحليتها» بهدف ترشيد استخدامها والحفاظ عليها. وسعى المؤتمر الذي نظمته «شبكة العلماء والتقنيين والمجددين والمبتكرين السوريين في المغترب» (نوستيا) بالتعاون مع «مؤسسة تحليلة المياه في المشرق العربي» و «المؤسسة العالمية للتحلية» إلى اطلاع المشاركين فيه على أحدث التقانات المتبعة في مجال إعادة استخدام المياه ومعالجة المياه المالحة وتحلية مياه البحر. وأكد وزير الإسكان والتعمير السوري عمر غلاونجي أن بلاده عانت في السنوات الأخيرة من شح في الأمطار، «أثر في شكل سلبي في مصادرها المائية والجوفية». ولفت إلى أن وزارته «ستبني في الخطة الخمسية ال11 المزمع تطبيقها العام المقبل أكثر من 270 محطة معالجة تؤمن نحو 400 مليون متر مكعب سنوياً من المياه المعالجة لاستخدامها في الصناعة والزراعة». وقال: «اتخذنا اجراءات للحفاظ على المياه من بينها ترشيد استعمالات مياه الشرب وتخفيض الفاقد المائي وتحسين كفاءة استخدام المياه والحفاظ عليها وتدويرها وإعادة استخدامها. وتشير إحصاءات وزارة الري السورية إلى أن عدد السدود في البلاد 161 بطاقة تخزين تصل إلى نحو19 بليون متر مكعب سنوياً، إضافة إلى 8 سدود قيد التنفيذ و 5 سدود قيد التأهيل. وأكدت الإحصاءات أن كمية المياه السطحية والجوفية الإجمالية المستخدمة في الزراعة تتجاوز 16 بليون متر مكعب سنوياً وفي الصناعة نحو 0.519 بليون متر مكعب ومياه الشرب 1.5 بليون متر مكعب. في حين قدرت كمية الاستنزاف الكلي للمياه بأكثر من 2.7 بليون متر مكعب. وتوقعت دراسة حديثة أن تؤدي التغيّرات المناخية في المستقبل إلى زيادة احتياجات سورية من المياه وإلى تأثيرها السلبي في تدفق نهري دجلة والفرات وإلى تراجع الإنتاجية الزراعية 16 في المئة. وأكدت أن العجز المائي بلغ في السنوات الأخيرة أكثر من ثلاثة بلايين متر مكعب في السنة بسبب استنزاف المياه الجوفية. وأكد خبراء محليون أن الجفاف طاول مختلف الأراضي السورية، لكن تأثيره الأكبر كان في البادية والمحافظات الشرقية «دير الزور والرقة والحسكة». وناقش المؤتمر الذي اختتم امس محاور من بينها الإدارة المتكاملة للموارد المائية والتقانات الحديثة والحلول الخاصة بإعادة استخدام المياه وأهمية الشراكة بين القطاعيين العام والخاص في مجال مشاريع المياه والخبرات والتقانات المتعلقة بتحلية المياه. وقال الرئيس السابق للجمعية الدولية لتحلية المياه غسان عجة: «تعد سورية من الدول ذات الندرة المائية، إذ يقل نصيب الفرد فيها عن ألف متر مكعب سنوياً من المياه المتجددة والى اقل من 500 متر مكعب في الأردن، ولهذا فإن كل قطرة مياه ثروة لا يمكن التفريط بها». وطالب بإيجاد «إدارة متكاملة للموارد المائية وإعادة استخدام المياه في المشرق العربي».