وزعت الولاياتالمتحدة مسودة قرار على الأعضاء ال15 في مجلس الأمن، اقترحت فيها فرض حظر على السلاح إلى جنوب السودان وعقوبات أخرى محددة الهدف، وسط تحذيرات من مسؤول بارز في الأممالمتحدة من عملية إبادة جماعية. وأدى التنافس السياسي بين رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت الذي ينتمي إلى قبيلة الدنكا ونائبه السابق رياك مشار من قبيلة النوير، إلى اندلاع حرب أهلية في عام 2013، غالباً ما اتخذت منحى عرقياً. ووقّع الاثنان على اتفاق سلام هش العام الماضي، لكن القتال تواصل ولاذ مشار بالفرار من البلاد في تموز (يوليو) الماضي. وزار أداما دينغ مبعوث الأممالمتحدة الخاص لمنع الإبادة جنوب السودان الأسبوع الماضي. وكان جنوب السودان نال استقلاله عن السودان في 2011. وقال دينغ أمام المجلس: «رأيت كل الدلائل على أن الكراهية العرقية واستهداف المدنيين قد يتحول إلى إبادة جماعية إذا لم يتم عمل شيء الآن لمنع ذلك. أدعو مجلس الأمن ودول المنطقة إلى الوحدة واتخاذ إجراء». وأضاف: «ثمة مخاطر قوية من تصاعد العنف على أساس عرقي مع احتمال حدوث إبادة». وحث المبعوث الدولي المجلس على فرض حظر للسلاح على جنوب السودان. وأبلغت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور، المجلس بأن تحذيرات دينغ يجب أن تكون بمثابة صحوة. وأضافت: «لا أحد منا يمكنه القول إننا لم نر ذلك». وهدد مجلس الأمن بفرض حظر للسلاح على جنوب السودان منذ وقت بعيد، لكن روسيا والصين اللتين تملكان حق النقض (فيتو)، عبرتا عن شكوك في ما إذا كانت خطوة كهذه ستحدث فارقاً، نظراً إلى أن الدولة تعج بالفعل بالسلاح. وقال نائب السفير الروسي لدى الأممالمتحدة بيتر إيليتشيف: «نعتقد أن تنفيذ توصية بهذا الشكل لن يفيد على الأرجح في تسوية الصراع، وتطبيق عقوبات محددة الهدف ضد زعماء جنوب السودان سيكون قمة انعدام المسؤولية الآن». وأنشأ مجلس الأمن نظاماً للعقوبات المحددة الهدف لجنوب السودان في آذار (مارس) 2015 وأدرج ستة من كبار العسكريين على لائحة سوداء بمعدل ثلاثة من كلا طرفي الصراع وذلك بتجميد أصولهم وحظر سفرهم. وقالت باور للمجلس: «سيكون حظر السلاح فعالاً إذا كان هناك التزام كبير وقوي بفرضه». وأضافت أن «فرض عقوبات جديدة محددة الهدف سيعزل الأفراد المسؤولين عن الأفعال التي أوصلت جنوب السودان إلى هذه اللحظة والتي سببت الكثير جداً من المعاناة». وأعلن جيش جنوب السودان والمتمردون الخميس، إنهم اشتبكوا في ولاية على الحدود مع دولة السودان، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل.