يدور كوكب الأرض في فضاء رحب مليء بالألغاز تحتاج إلى تفسيرات يتصدرها : لماذا يدور كوكب الزُهرة وأورانوس في إتجاٍه مخالف لباقي كواكب نظامنا الشمسي؟. يدور الزُهرة حول محوره من الشرق للغرب، بينما يميل أورانوس على محوره بشدة فيُعتبر فعلياً يدور حول محوره على جانبه بما يُسمى«الدوران التراجعي». جميع الكواكب الأخرى، بما فيهم الأرض، تدور من الغرب إلى الشرق، ولم يستطع العلماء تفسير ذلك. لابد من أنْ تدور جميع الكواكب حول محورها بالطريقة ذاتها، وذلك لأن النظام الشمسي تكوّن من انهيار ودوران سحابة من الغاز، ويعتقد أن الدوران المحوري لغالبية الكواكب اتخذ اتجاهه من اتجاه دوران تلك السحابة القديمة. وفسر علماء الفلك أن واحدةٌ من الفرضيّات الأكثر بقاءً حتى الآن، هي أن الزُهرة وأورانوس كان اتجاه دورانهما المحوري مشابهاً لباقي الكواكب حتى اصطدامهما بأجسامٍ أخرى كبيرة، قد تكون كواكب أخرى، ما جعلهما يتّخذان اتجاه دورانٍ محوريٍ معاكس. في السنوات الأخيرة، بحث علماء الفلك عن تفسيراتٍ أخرى عن طريق دراسةٍ مستقلةٍ للكوكبين. واقترحت في العام 2011، محاكاة تقول إن عدداً من التصادمات الصغيرة بدلاً من اصطدام واحد كبير جعلت زاوية الدوران المحوري لأورانوس حوالي 98 درجة، يمكن لهذا تفسير سبب دوران أقمار الكواكب بزاوية الميل نفسها، سيكون هناك شيءٌ ما خاطئٌ إذا كان هناك اصطدام واحد عملاق. ويوجد تفسير بديل وُضع عن طريق مجموعة من علماء الفلك العام 2009، إذ إن أورانوس كان لديه قمر كبير ذو جاذبية جعلت الكوكب يدور على أحد جانبيه. وفي النهاية قد يكون ذلك القمر قد تم طرده بعد اصطدامه بكوكب آخر، كما يحدث في لعبة (Pinball). وبالنسبة إلى الزهرة اقترح العلماء أنه بدأ دورانه المحوري في اتجاه عكس عقارب الساعة، ثم أبطأ من دورانه حتى وصل إلى السكون ثم بدأ في دورانه المحوري في اتجاه عقارب الساعة، كما هو الحال الآن. وفسروا ذلك الحركة الدورانية البطيئة للكوكب، إذ يستغرق الزُهرة 243 يوماً أرضياً ليدور دورة كاملة حول نفسه، بينما يستغرق 225 يوماً أرضياً ليدور دورة كاملة حول الشمس، فإذا كنت تعيش على سطح الزُهرة فسيكون اليوم أطول من السنة وستشرق الشمس من الغرب. كيف حدث هذا لذلك الكوكب؟ يعتقد علماء الفلك أن الجاذبية القوية للشمس سحبت الغلاف الجوي الكثيف للزهرة، فالمد والجزر الناجم من تأثير ذلك الغلاف الجوي والناجم أيضًا من باقي الكواكب الأخرى قد تم الجمع بينهم لعكس اتجاه الدوران المحوري للكوكب. فكرة أن عزوم الدوران الناتجة عن المد والجزر في منطقة الغلاف الجوي الكثيف تحت حرارة الشمس، تجذب المناطق الباردة المقابلة من الكوكب، وهي واحدةٌ من أكثر التفسيرات رسوخاً لدوران الزُهرة التراجعي بالتوازي مع التصادم الكوكبي. حتى الآن، لا يوجد من هو متأكدٌ بنسبة 100 في المئة من تفسير كون الزُهرة وأورانوس هما الاستثناء في مجموعتنا الشمسية.