ربما يختلط على البعض الفارق بين مفهومي المحور المغناطيسي للأرض من جهة، ومحور دوران الأرض من الجهة الثانية. ولذا، ربما يذهب البعض خطأً إلى توقّع انعكاس اتجاه دوران الأرض نتيجة انقلاب المحور المغناطيسي، بل يظنون أن الأمر يعني أن تشرق الشمس على كوكب الأرض من الغرب وتغيب من جهة الشرق، كما يحدث على كوكبي الزهرة وأورانوس، إذ يميل محور دوران كوكب الزهرة بزاوية 177 درجة، عند تقاطعه مع محور دورانها حول الشمس. ويرجّح العلماء ان السبب في ذلك الميلان يتمثّل في تصادم كوني كبير تعرّض له كوكب الزهرة في فجر تكوينه. وعلى كوكب أورانوس، يكون محور الدوران مائلاً بزاوية 98 درجة. ليس كالزهرة على الكوكب الأزرق، لا يزيد ميل محور دوران للأرض حول نفسها عند تقاطعه مع محور دورانها حول الشمس، على زاوية 23.5 درجة. وبأثر من التفاعل بين كتلتي الأرض والشمس وجاذبيتهما، تنحو تلك الزاوية إلى أن تكون ثابتة، مع ملاحظة أن ذلك الميل في محور دوران الأرض هو الذي ينتج ظاهرة تغيّر الفصول وتبدّلها. ولا بد أيضاً من ملاحظة أن الزاوية التي تفصل المحور المغناطيسي للأرض عن محور دورانها تقدّر حاضراً بقرابة 11 درجة. وبالنتيجة، لا يؤثّر انقلاب المحور المغناطيسي للأرض على محور دورانها، بأي شكل من الأشكال. فكما ورد آنفاً، من المستطاع القول إن محور دوران الأرض هو شأن فلكي ورثته الأرض في سياق عملية تشكّل منظومة الكواكب السيّارة التي تدور حول الشمس. في المقابل، ينتج المحور المغناطيسي للأرض من نشاطات الذرّات المعدنية الحارة المشحونة في قلب الأرض، خصوصاً دوران القلب الحديدي الخارجي السائل حول القلب الحديدي المركزي الصلب في عمق الأرض.