تشهد سماء المملكة، الليلة، اقتراب كوكب الزهرة من نجم السماك الأعزل، ألمع نجم ضمن مجموعة السنبلة، واضحا بالأفق الشرقي، وتستمر هذه الظاهرة الفلكية مرئية بالعين المجردة حتى ليل غدٍ الإثنين، بإذن الله. في حين يظهر حاليا كوكب المشتري وكوكب المريخ إلى جانب نجوم الجبار والثور، بجوار نجم السماك الرامح ونجم الشعرى، الذي يعد ألمع نجم في سماء الأرض ، ويسهل التعرف على كوكبي الزهرة والمشتري لتميز الموقع في ترتيب ثالث ورابع ألمع الاجرام السماوية على التوالي بعد الشمس والقمر . وبحسب الجمعية الفلكية في جدة ، فانه يمكن ملاحظة أن الزهرة سوف يظهر منخفضا فجر اليوم الأحد 29 نوفمبر ، مقارنة باليوم السابق بالنسبة لنجم السماك الأعزل ويصبح أقرب إليه، وعلى الرغم أن هذا النجم من المرتبة الأولى، إلا أنه سيبدو خافتا بالنسبة للزهرة الساطع جدا، وبالمتابعة اليومية سوف يتغير موقع الزهرة، الذي يكون فجر غدٍ الإثنين 30 نوفمبر، جنبا إلى جنب في موقعه من السماك الأعزل . وهذا أمر ظاهري بالنسبة لخط الرؤية للراصدين على الأرض، أما في الفضاء فنجم السماك الأعزل، يقع بعيدا جدا في أعماق الفضاء، في حين أن كوكب الزهرة يقع داخل نظامنا الشمسي، وخلال الأيام التالية سوف يبتعد كوكب الزهرة عن السماك الأعزل منخفضا نحو الأفق. من جهتهم، يصنّف الفلكيون كوكب الزُّهرة، ثانيا بين كواكب المجموعة الشمسية، من حيث قربه إلى الشمس، والحجم والتركيب، واسمه يعود إلى السطوع وذلك لانعكاس كمية كبيرة من ضوء الشمس، بسبب كثافة الغلاف الجوي الكبيرة، ورؤيته تكون عادةً قبل الشروق أو بعد المغيب بوقت قصير، ولذلك يطلق عليه أحيانا تسمية نجم الصبح أو نجم المساء، وعند ظهوره في تلك الفترة، يكون أسطع جسم مضيء في السماء ، ويُعتبر الزهرة كوكبا عاصفا ذا رياح شديدة ومرتفع الحرارة، وتكسوه سحابة كثيفة من الغازات السامة تخفي سطحه عن الرؤية، وتحتفظ بكميات هائلة من حرارة الشمس، كما أنه أسخن كواكب المجموعة الشمسية، وهذا الكوكب يشبه الأرض في البراكين والزلازل البركانية النشطة والجبال والوديان. وتبلغ كتلة الغلاف الجوي للزهرة 93 ضعف كتلة غلاف الأرض الجوي، في حين أن ضغطه على السطح يُعادل 92 ضعف ضغط جو الأرض على سطحها، فالضغط على سطح الزهرة يُكافئ الضغط على عمق ما يُقارب كيلومتراً واحداً تحت محيط الأرض، والزهرة يدور حول نفسه في حركة تراجعيّة، بعكس اتجاه دوران معظم الكواكب الأخرى في النظام الشمسي حول نفسها ، حيث يكمل الزهرة دورة حول نفسه مرة كل 243 يومًا أرضياً، وبهذا فهو يملك أبطأ مدة دوران من بين جميع كواكب النظام الشمسي.