قال مسؤولون فلسطينيون ان الرئيس محمود عباس منح الادارة الاميركية مزيداً من الوقت للتوصل الى اتفاق مع اسرائيل حول تجميد البناء في المستوطنات الذي انتهي في 26 الشهر الجاري. وقال مسؤولون ل «الحياة» ان الرئيس عباس اعطى المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل وفريقه فرصة اخرى للتحدث مع الاسرائيليين والتوصل معهم الى اتفاق حول التجميد يسمح باستئناف المفاوضات. وعاد رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات ورئيس الوفد الاسرائيلي اسحق مولخو امس الى البلاد بعد مفاوضات ماراثونية مع الجانب الاميركي في واشنطن حول صيغة التجميد. وكشفت مصادر مطلعة ان الجانب الاميركي عرض على الجانب الفلسطيني في هذه اللقاءات عدة صيغ للتجميد لكنه لم يوافق على أي منها. ومن هذه الصيغ السماح بالبناء العمودي في المستوطنات أو السماح بالبناء في الكتل الاستيطانية. وسارع ميتشل الى اللحاق بالمفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين سعياً وراء اتفاق يتيح مواصلة المفاوضات. وبدأ ميتشل الذي وصل أمس سلسلة لقاءات مع المسؤولين الاسرائيليين. وسيلتقي غداً الخميس في رام الله الرئيس محمود عباس ومعاونيه. ويرى مراقبون في الوقت الاضافي الذي منحه عباس للفريق الأميركي المفاوض إشارة مرونة. وقال المحلل هاني المصري ان «الرئيس الفلسطيني ربما ينقطع عن المفاوضات لبعض الوقت في حال عدم تمديد تجميد الاستيطان، لكنه حتماً سيعود اليها بسبب محدودية الخيارات والبدائل». وأضاف ان «عباس سيتوجه الى العرب وسيطالبهم بالبديل. وبالطبع لا يوجد بدائل اخرى لديهم غير المفاوضات». وأضاف ان «الادارة الاميركية وعدت الفلسطينيين بدولة مستقلة في نهاية المفاوضات التي حددتها بعام واحد، وعباس لن يدع ذلك كله ويمضي خارج هذه المفاوضات الى بدائل أخرى. كما أن الرئيس الفلسطيني نفسه لا يؤمن سوى بالمفاوضات. لذلك فالمرجح ان يعود الى المفاوضات حتى بعد انقطاع لبعض الوقت». وقال المسؤول الاعلامي لحركة «فتح» محمد دحلان ل «الحياة» ان اللجنة المركزية للحركة ستناقش نتائج المباحثات الاخيرة مع الجانب الاميركي في شأن تجميد الاستيطان وتتخذ موقفاً منها. وأضاف ان عباس سيطلع لجنة المتابعة العربية على هذه التطورات للبحث في الخيارات والبدائل. وأكد انه لن تكون هناك مفاوضات في ظل الجرافات الاسرائيلية. وأشار الى ان الجانب الفلسطيني ربما يطلب من لجنة المتابعة العربية بدء التحضير للذهاب الى مجلس الامن. وأضاف دحلان ان «عباس اعطى كل المرونة الممكنة من اجل التوصل الى اتفاق يسمح بانطلاق المفاوضات لكن الجانب الاسرائيلي صد كل الابواب». ورأى ان فرص التوصل الى اتفاق مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو ضئيلة جداً. ولفت الى ان «نتانياهو لا يؤمن بحل الدولتين، ولو كان كذلك لعمل على تجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية». وكان الرئيس عباس أعلن الثلثاء في حديث لاذاعة «اوروبا1» في باريس انه على اسرائيل ان تعلن تجميداً للاستيطان في الضفة الغربية «طالما هناك مفاوضات» سلام جارية. وقال عباس «نطلب تجميد (الاستيطان) طالما ان هناك مفاوضات، لأنه ما دام هناك مفاوضات، هناك امل». وأضاف ان على نتانياهو ان «يعلم ان السلام اهم من الاستيطان». وقال «ان عملية السلام فرصة تاريخية، ولا ادري متى ستسنح مجدداً». وكان الرئيس الفلسطيني طالب نتانياهو الاثنين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتمديد العمل بتجميد الاستيطان «لثلاثة او اربعة اشهر» لاعطاء فرصة لمفاوضات السلام التي استؤنفت مطلع الشهر الجاري برعاية اميركية. واستؤنف البناء ولو في شكل محدود الاثنين في بعض مستوطنات الضفة الغربية عند انتهاء العمل بقرار تجميد الاستيطان لمدة عشرة اشهر، وقد رفض الاسرائيليون تمديده.