بعد تسعة شهور من الاضطرابات المستمرة في بورصة فرانكفورت وأسواق المال في العالم، واستمرار التذبذب في أسعار الأسهم في «مؤشر داكس» الألماني، فقدَ محللون ألمان ثقتهم في قدرة «المؤشر» على الارتفاع والحفاظ على مستواه، بل يتوقع بعضهم انخفاضاً ملموساً في قيمته نهاية السنة الحالية. وكان المؤشر سجَّل أخيراً أعلى مستوى له هذا العام عند 6387 نقطة، للمرة الأولى منذ مطلع أيلول (سبتمبر) 2008 قبل أن يعود إلى عدم الاستقرار. وتراجع التفاؤل في تحقيق مؤشر «داكس» مستوى 6500 نقطة كما كان يتوقع كثيرون مطلع العام، علماً أن محللين لفتوا منذ البداية إلى أن أسواق البورصات في العالم ستشهد تطورات سلبية. وفيما ينتظر الخبير المالي من مصرف «أوني كريديه» كريستيان شتوكر، أن يستقر مؤشر الأسهم الألماني في حدود 6000 نقطة فقط نهاية العام، رسم المحلل من البنك الوطني لولاية هسّن تورينغن ماركوس راينفاند، صورة قاتمة، معتقداً أن قيمة أسهم المؤشر ستنخفض إلى 5700 نقطة حتى نهاية العام، وإلى 5400 نقطة حتى نهاية الربع الأول من 2011. وتوافق الخبيران على صحة الاقتصاد الألماني، الذي استراح م ن الانتكاسة التي تعرض لها العام الفائت (انخفاض الناتج المحلي بمعدل 5 في المئة تقريباً)، لكنهما شككا في توقعات البعض بتحقيق الشركات أرباحاً متواصلة في المستقبل. ونصح المحلل من مؤسسة «ترينكهاوس إند بوركهارت» فولكر بورغهوف، زبائنه بممارسة «توجّه دفاعي» في سوق الأسهم الأوروبية، أي شراء أسهم تؤمن فائدة عالية في قطاعي النفط والاتصالات، والخروج من أسهم شركات ارتفعت قيمتها بفعل الأرباح التي تحققت في قطاع التكنولوجيا. وأضاف أن مَن راهن على أن الانتعاش الاقتصادي الاستثنائي الحاصل في ألمانيا حالياً يساعد مؤشر الأسهم على التسلق إلى الأعلى، أمل في الوقت ذاته بأن لا تكون البيانات الاقتصادية من الولاياتالمتحدة سلبية، وأن يتمكّن الاقتصاد الأميركي من تحسين وضعه إلى حدّ ما، ما لم يتحقق. أما الخبير شتوكر في «أوني كريديه» فرأى أن التوقعات الاقتصادية الألمانية حتى نهاية العام في تراجع بسبب تباطؤ النمو في الولاياتالمتحدة والاقتصاد العالمي.