عجباً لنا أيها العرب، نفضل التأخر في كل المجالات حتى في الحوار الذي بدوره لا يحتاج الى اختراعات وصناعات بقدر ما يحتاج الى قليل من الأدب مع المتحاور. وكي تتأكد من ذلك قم بجولة سريعة على أهم الصحف على الشبكة العنكبوتية وتوقف عند أي خبر ثم اقرأ التعليقات فستصاب حتماً بالذهول لأنك لن تجد اثنين متفقين على رأي واحد، لكن المصيبة هي في نوعية الكلمات المستخدمة للتحاور. فعلى رغم كل ما تعلمناه وما نسمعه دائماً من أن الحوار فن وأسلوب رائع للتفاهم، إلا أننا للأسف لا نعترف بذلك بل نقوم بفتل العضلات واستخدام أكبر قدر ممكن من الكلمات البذيئة حتى نثبت أننا أصحاب الرأي الصائب. ليتنا نأخذ جزءاً بسيطاً من سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام ففيها الكثير من الأحاديث والمواقف حول أهمية الحوار في حياته، بل وإتقانه بفنونه، فقد تحاور بكل أدب مع أصحابه وزوجاته، بل ومع خصومه.