في إطار سعيها لضمان عمليات حلاقة وتجميل آمنة، تنظم أمانة العاصمة المقدسة ورشة عمل حول التعامل السليم لصوالين الحلاقة ومراكز التجميل النسائية في مكةالمكرمة بعنوان «الأخطار الكامنة لصوالين الحلاقة ومراكز التجميل النسائية وطرق الوقاية منها». وفي هذا الصدد، أوضح أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار، أن الورشة ستستمر لمدة يومين بدءاً من يوم غدٍ (الثلثاء) بفندق «مكة جراند كورال»، مشيراً إلى أن الورشة ستتناول كل ما يختص بصوالين الحلاقة ومراكز التجميل بالنسبة للسيدات من خلال مناقشة ما يتعلق بأمور الحلاقة السليمة بأفضل الطرق الصحية، وكذلك طرق التعقيم وكيفية استعمال الأمواس لمرة واحدة منعاً لانتشار العدوى والأمراض المعدية خصوصاً الجلدية، مضيفاً: «تستهدف ورشة العمل أصحاب الصوالين ومراكز التجميل، إذ سيكون هناك محاضرون من «الأمانة» ممثلة في الإدارة العامة لصحة البيئة بالتعاون مع الشؤون الصحية في العاصمة المقدسة». وعلى صعيد ذي صلة، بينت دراسة حديثة أن صوالين الحلاقة بوابة لكثير من الأمراض المزمنة، إذ تسببت في الكثير من الأمراض المعدية التي تنتقل من طريق التعرض لدم ملوث، ويأتي على رأس قائمة الأمراض المنتقلة عبرها التهاب الكبد الوبائي (C) والتهاب الكبد الوبائي (B)، إضافة إلى عدد من الأمراض البكتيرية والفطرية الأخرى. وأشارت الدراسة إلى أنه على رغم استبدال شفرات الحلاقة مع كل زبون جديد، إلا أن مقبض شفرات الحلاقة يظل دون تعقيم من بقايا الدم والإفرازات الملوثة التي قد تنتقل من شخص مصاب بمرض معد، من خلال ملامسة جرح أو تشققات شخص سليم، خصوصاً أن المقابض من الأدوات التي لا تستبدل مع كل زبون على غرار الشفرات، كما أن فرشاة الحلاقة التي تمرر على وجوه الزبائن تنقل بدورها الأمراض بالطريقة نفسها، إذ تظل الفرشاة من أدوات الحلاقة التي تلقى نفس الإهمال من الحلاقين، ويضاف إلى تلك القائمة الاستخدام المتكرر للمنشفة الواحدة من دون تنظيف، خصوصاً عند استخدامها حول العنق الذي غالباً ما يكون مسرحاً لاستخدام الموس وظهور الجروح، وليس بخارج من الذنب «ملقط إزالة الشعر» الذي يعد هو الآخر من الأسباب الرئيسة في انتقال العدوى لكونه يستخدم مع أكثر من زبون من دون تعقيم، وتكمن خطورته في كونه يلامس الجلد مباشرة، كما ينطبق على ذلك أيضاً ماكينة الحلاقة الكهربائية، خصوصاً في ظل تواضع أساليب تعقيم أدوات الحلاقة التى يكتفي العاملون فيها بوضعها في محلول مطهر يستخدم لأسابيع عدة تفقد فيه المادة المعقمة فاعليتها. وعرجت الدراسة إلى أن أناقة الديكور وفخامة الفرش الذي تتزين به بعض الصوالين لا يمنع من وقوع الكارثة، ما لم تنتهج أسلوباً مغايراً باستخدام أدوات حلاقة جديدة مع كل زبون. ونوهت الدراسة إلى أن الأمر لا يقتصر على تغيير شفرة الحلاقة من دون بقية الأدوات، محذرة المتعاملين بعدم الانخداع وراء أبهة المكان وزينة الشكل ما لم يتغير المحتوى وأسلوب التعامل، وأن يبتعد الشخص عن إقناع نفسه بنظافة مثل هذه الصوالين التي بدأت تلقى رواجاً كبيراً بين أوساط الشباب، بعد أن تفنن أصحابها في طرق جذب جديدة، من خلال تقديم خدمات كانت تقتصر في وقت قريب على النساء، مثل التنظيف بالبخار وعمل المساج. وفي حال اقتضى الأمر اللجوء إلى صوالين حلاقة لا تؤمن أدوات معقمة وسليمة، طلبت الدراسة أن يصطحب الشخص أدوات خاصة به ولا يستخدم أي شيء من أدوات هذه الصوالين، معتبرة أن حياة الأشخاص أغلى بكثير من حفنة ريالات هي قيمة هذه الأدوات الشخصية.