افتتحت في دمشق مساء اول من أمس، في حضور عقيلة الرئيس السوري أسماء الأسد، دورة الأولمبياد الخاص بذوي الحاجات الذهنية الخاصة في نسختها السابعة. وأوقد أحد اللاعبين الشعلة المثبتة فوق قبة إسلامية أقيمت فوق مجسم لسور دمشق إيذاناً بانطلاق فعاليات الدورة، في ملعب «تشرين»، أمام أكثر من عشرة آلاف متفرج. وتتضمن الدورة نشاطات رياضية وبرامج اجتماعية وصحية وعلمية. وكان الرئيس بشار الأسد وعقيلته زارا أعضاء المنتخب السوري في معسكرهم واطلعا على تدريباتهم، لتأكيد دعم الأولمبياد والأفكار المستهدفة من وراء استضافته. ويشارك في هذا الحدث نحو 800 متطوع من كل المحافظات السورية، و55 جمعية اهلية، و75 مدرباً، اضافة الى ألفي مشارك من 22 دولة سيتبارون في 15 لعبة حتى الثالث من الشهر المقبل. وبدأت حفلة الافتتاح بدخول وفود الدول المشاركة بحسب تسلسل الأحرف الأبجدية، بالتزامن مع عرض فيلم قصير يتحدث عن تاريخ الأولمبياد الخاص لكل دولة على حدة. ثم رفع علما سورية والأولمبياد وعزفت فرقة موسيقى الجيش العربي السوري النشيد الوطني. وأبهرت حفلة الافتتاح التي شارك فيها للمرة الأولى في تاريخ الأولمبياد عدد من ذوي الحاجات الخاصة، الحاضرين. وضمت 12 لوحة فنية استعراضية روت فيها فرقة «أنانا» للمسرح الراقص، قصة الأبواب السبعة التي تشتهر بها دمشق قبل ان تقدم عرضها الدرامي بلوحة بعنوان «الحلم - حقيقة» التي تروي قصة لأحد نجوم كرة القدم السورية حسين ديب، الذي تألق في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي استضافتها سورية منتصف الثمانينات، ورحلته مع ولده الذي كان من ذوي الحاجات الخاصة وحلم بممارسة الرياضة التي ستشهدها الألعاب الاولمبية. ثم خرج الى ارض الواقع ليتحدى مشكلته ويمارس حلمه الرياضي من خلال أسرته التي احتضنته والمجتمع الذي دعمه لتحقيق حلمه. ومع ترديد الحاضرين أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»، أعلن المدير الوطني للأولمبياد الخاص السوري أنور عبدالحي بدء فعاليات الدورة بالتزامن مع إيقاد شعلة الأولمبياد في جبل قاسيون قبل ان يحملها علاء الزيبق (الشاب المصاب بمتلازمة داون والذي كان بطل مسلسل «وراء الشمس») بمرافقة عدد من نجوم الفن والرياضة، ويسلمها إلى اللاعب علي ديب وسط تصفيق الحاضرين في الملعب. وانطلقت بعدها الألعاب النارية وغطت سماء الملعب أحد الملاعب الأربعة التي جُدّدت. وحضر الحفلة المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ديالا حج عارف ورئيس الأولمبياد الخاص الدولي تيموثي شرايفر. واعتبر الرئيس الإقليمي للأولمبياد أيمن عبدالوهاب ان ما يميز هذه الدورة «انها تقام للمرة الأولى على أرض سورية وتتزامن مع ذكرى وفاة يونيس كندي التي اسست هذا الاولمبياد». ولفت الى «أن ابنها ترك العالم كله في ذكرى وفاة والدته وأتى الى سورية لمشاهدة الألعاب الإقليمية السابعة». وقال ل «الحياة»: «نحن في حلم تحقق، وأنا شاهدت سورية في حرب انسانية حيث يتصارع جميع السوريين ليكون لهم دور في هذا الحدث الجميل». وقالت حج عارف ان «الرسالة التي اردنا توجيهها ليس للسوريين فقط وانما للعالم العربي كله من استضافة هذه الأولمبياد، هي أن يعرفوا ان لدى ذوي الحاجات الخاصة الكثير من المشاعر والأحاسيس التي تحتاج منا الى رعاية ولا تكون بتقديم اعانة او تقديم طعام او شراب او حاجات يومية، بل بتنمية مهارة». وقال المدير الوطني للأولمبياد أنور عبدالحي ل «الحياة» ان هذا الافتتاح أعطى الكثير من الدروس، إذ خرج كثيرون وعلى وجههم دموع، مضيفاً: «هذه الدموع اذا لم تتحول الى دعم ستختفي نهائياً».