لا أدري الى متى سنظل نقرأ عن هذه الحوادث التي أعلم أن أضعاف أضعافها مختبئ ولا يفصح عن ما يعانيه على رغم انه يعاني في الصمت وأن حياته في خطر رغم أن الخوف يملأه والحيرة تبدد سكينته المفترضة. الزواج سكن ومودة ومسؤولية و تنازلات من (الطرفين)، ويبدو أن تعليمنا وخطبنا لم تفلح في إيصال هذه الفكرة لأذهان بعض الذكور الذي يمارس في منزله أشد أنواع التنكيل على اعتبار أن الزوجة ملكية خاصة وعلى اعتبار أنها ستصمت خوفاً على أطفالها وتشتتهم وعلى اعتبار أنها لا ترد أن تحمل لقب مطلقة ليصيبها مثل ما أصاب عروس القويعية التي ضربت وطعنت ب14 طعنة تحت نظر والديها على رغم كل ما تعانيه من ظلم وحرمان والتي سأفرد لها مقالاً منفصلاً كونها عدة جرائم في ضحية واحدة وكون ظرفاً واحداً مما مرت به يكفي أن يحيلها الى مريضة نفسياً لتسأل نفسها ألف مليون سؤال يومياً لماذا.. نعم فقط لماذا؟ لماذا أحرم من أطفالي رغم إني على قيد الحياة؟ ولماذا يتم تزويجي بمدمن من دون موافقتي؟ ولماذا أتعرض للضرب والتوبيخ والتعذيب على يد أقرب البشر، هل لأنه ذكر فقط؟ سأترك لماذا الآن لألحق بوجبة العشاء الساخنة التي نالتها إحدى الزوجات في الطائف لأنها طلبت وجبة عشاء خارجية لأطفالها فاستحقت الضرب بعصا غليظة على رأسها والطرد والسحل والجرجرة خارج المنزل في منتصف الليل وتترك في الشارع من دون نقود ودون رحمة ودون نخوة لأن النخوة التي تمنع طرد امرأة آمنة من بيتها وتركها في الشارع للذئاب هل هذه وصية رسول الله (رفقاً بالقوارير)! ما الذي يدفع امرأة (للصمت) وهي تتعرض بشكل دائم للضرب والطرد والمهانة والخوف أمام أطفالها من دون سبب منطقي؟ أهو السبب المقيت نفسه الذي سأعلنه في آخر مقالي. قتلتني جملة في رسالة تلقيتها من إحدى الفتيات وهي تتحدث عن وضعها الحالي الذي تتعرض فيه لعنف فهي لا تتمكن من فعل أي شيء في منزل والدها إلا بعد موافقة (زوجته الجديدة) في أيام الاختبارات تتعرض لابتزاز وضغوطات قوية وذل غير مبرر ينتهي بتقبيل يديها لتسمح لها أن تذهب لتؤدي الاختبارات تسمع الزوجة وهي تلعن والدتها بأبشع الألفاظ ولا تتمكن من الرد ولا حتى بالدفاع عن والدتها التي لا تراها ولا تسمع صوتها بأمر منها. هل سبب (الصمت) هو الخوف على الأطفال من زوجة أب يسلمها الأب طواعية أبناءه لتسقيهم سوء العذاب وهو (ينظر) ويعرف ويكابر وينكر وكأنه لا يرى! الجملة التي تركتها لي الفتاه المعذبة (ماذا أقول لك بعد أن أصبحت زوجة والدي التي تصغرني ب15 عاماً ولية أمري)! ... يتبع. [email protected]