في وقت تتسارع فيه الاتصالات والمشاورات من اجل التهدئة في لبنان استمر السجال بين «حزب الله» وحلفائه من جهة وبين تيار «المستقبل» وقوى 14 آذار من جهة اخرى، وأكد الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي «إن من الخطأ الجسيم الاعتقاد أن فريقاً لبنانياً واحداً قادراً على امتلاك القرار، لأن الأحداث اثبتت أنه عندما سعى فريق الى الاستئثار او الهيمنة او التسلط، كانت النتيجة صدامات ومواجهات وحروب اهلية هزم فيها المسلمون والمسيحيون، والخاسر الأكبر لبنان». وشدد على «أن ما يزيد من قلقنا هو اطلاق مواقف واللجوء الى ممارسات تحيي الغرائز من جديد، وتعزف على وتر ايقاظ الفتنة المذهبية التي بتنا نستشعر حرارة نارها»، محذراً من «الترويج لمثل هذه الخيارات» واعتبر «أن الوسطية فرصة لا بديل منها في الواقع اللبناني لمواجهة المواقف الراديكالية». بارود يوضح وعلق وزير الداخلية زياد بارود في بيان لمكتبه الإعلامي على «تصريحات تناولت عرضه لما حصل في المطار في جلسة مجلس الوزراء وقال: «نُحيل بعض الذين أدلوا بهذه التصريحات عن حسن نيّة إلى الزملاء الوزراء الذين يمثّلونهم في الحكومة، ليتأكدوا ان موقف وزير الداخلية كان ولا يزال الحرص على أمن وسلامة المطار وانتظام العمل فيه كما في سائر المؤسسات». ودعا بارود الى ترك «لمجلس الوزراء الذي وضع يده على الموضوع أن يتابعه ويأتي بالمعالجات المناسبة، انطلاقاً من تقرير جهاز أمن المطار الذي كان عرضه وزير الداخلية في الجلسة بعد استكماله أصولاً». «لعبة الدم» ورأى عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النيابية إيلي ماروني أن «كل الأجواء تشير إلى استمرار التصعيد». وشدد في حديث إلى قناة «أخبار المستقبل» على أن «تنصّل لبنان من المحكمة الدولية يفتح المجال لعودة لعبة الدم ومسيرة الدم من جديد»، ورأى أن «فريق «حزب الله» ومعاونيه كما يجب ان نسميهم هم متصلّبون في قرارهم بضرورة إلغاء المحكمة ويمارسون كل أنواع التهويل والضغط على الجميع وعلى لبنان بلغة الحرب والسلاح من أجل إلغاء هذه المحكمة». وقال: «نحن مستمرون في تحالفنا مع تيار «المستقبل»، فالذين عمّدوا تحالفهم بالدم لن يتخلوا عنه عند أول كلمة». وفي شأن العلاقة مع سورية، اعتبر ماروني «ان رئيس الحكومة سعد الحريري يمثل كل لبنان في زياراته إلى سورية ولكن في المقابل على دمشق أن توضح ماذا تريد من لبنان وماذا تفعل أبواقها في لبنان وبلسان من تتكلم خصوصاً ان السوريين يستقبلون كل من يتهجم على الأجهزة الأمنية والرسمية». مطالبة ناصر بالتوضيح وطالب عضو تكتل «لبنان أولاً» النيابي عقاب صقر في حديث إلى محطة «otv»، فريق 8 آذار بأن «يأتوا بإثباتات تفيد بأن رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن العقيد وسام الحسن أو غيره هم من فبركوا شهود زور». وقال: «منذ أسبوعين أو ثلاثة اتصل بي شخص وزعم أنه زهير الصديق وشتمني وقال لي لماذا تتكلم عني وتهاجمني، فقلت له إذهب وسلّم نفسك وأقفلت الخط، وسأل: «هسام هسام أليس شاهد زور فُتح له منبري «المنار» والتلفزيون السوري؟ كل شهود الزور الذين يتكلمون عنهم هم في السجن وهسام هسام في سورية، ويبقى الصديق، ونقول للدولة التي هو على أراضيها أن تسلمه لنا». وطالب صقر السيّد ب «الكشف عما إذا كان هو من سرّب المعلومات إلى ديرشبيغيل»، وأضاف: « قال لنا السيد ومصطفى حمدان إن هناك ضابطاً بالمخابرات المصرية يخرّب لبنان واسمه أحمد حلمي، وهنا أسأل كيف يمكن ذلك وأمس استقبله مسؤولو «حزب الله». وتمنى صقر بأن «يطل مصطفى ناصر عبر الإعلام وأن يوضح من جديد موقفه ويقول ما هي صفته، بعد أن تمّ اتخاذ إجراء معيّن»، مشيرًا إلى أن «الرئيس الحريري سأل ناصر عن بيانه الأخير وحينها شدّد ناصر على أنه استخدم في البيان المذكور عبارة «غير دقيق» وليس «غير صحيح». وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري ل«اخبار المستقبل»: «نحن ببساطة نقول لا نقبل بأي تسوية على المحكمة وليكن هذا الكلام واضحاً». ورداً على تصريحات النائب نواف الموسوي قال حوري: «ما نسمعه من بعض الفريق الآخر خصوصاً من الزميل الموسوي تهويل يائس ضد الحقيقة والعدالة، والذين يملكون منطق الإقناع وتقديم الحجة لا يلجأون الى التهديد والوعيد». كان الموسوي قال «ان البعض قد يقول لنا اننا نستعجل الرد وقبل صدور القرار الظني، كما أن بعض ممثلي تيار المستقبل يقولون أنه لا مشكلة في اتهام بعض اللبنانيين. ان من يتفوه بمثل هذا الكلام يهدف الى ضرب حكومة الوحدة الوطنية. ان مرحلة ما بعد القرار الظني لن تكون كالتي قبلها، وأي مجموعة في لبنان قد تلتزم القرار الظني سيتم التعاطي معها على أنها واحدة من أدوات الغزو الأميركي- الإسرائيلي، وستلقى ما يلقاه الغازي، على هؤلاء ألا يقلقوا فقط، بل عليهم أن يكونوا مذعورين». كلام بييتون لا يطمئن وفي المقابل أكد عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب علي حسن خليل أن حركة «أمل» هي مكون أساسي للمعارضة وملتزمة التوجهات العامة لها» وأكد أن «المهم هو القضية الأساسية وكيفية التعاطي مع مسألة المحكمة الدولية وشهود الزور وتحقيق العدالة للجميع بما فيهم حق الضباط الأربعة». ولفت الخليل الى ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري «حريص على إبقاء التواصل قائماً مع كل القوى السياسية، والحريري من موقعه كرئيس حكومة من المهم التواصل معه»، مشيراً الى أن كل لقاء بينه وبين بري يعزز فرص التهدئة والحوار. وعن تصريح السفير الفرنسي دوني بييتون ثم نفيه من الخارجية الفرنسية، أوضح خليل أنه «بغض النظر عن دقة الكلام الذي نُقل عن بييتون، فإنه لا يطمئن ويزيد القلق بأن القرار الظني وفق ما سُرب منه فيه تسييس واضح سيؤثر على مسار الأمور الداخلية في لبنان». وقال: «مثل هذا الأمر يثير القلق والتساؤل ما إذا كان هناك جهات دولية مطلعة على القرار الظني». ورأى مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن «معسكر عدوان تموز هو اليوم معسكر القرار الظني بحق حزب الله»، مشيراً إلى أنهم «إذا كانوا يظنون أنهم بذلك القرار يقيدون يد حزب الله فإن النتائج ستكون عكسية عليهم».