هل بإمكاننا شحذ همة القلب ليحيا معافى سليماً مرتوياً رغم كل المآسي التي كادت أن تقضي على دقاته؟ هل بإمكاننا طي صفحات من كتاب عشق قرأناه وعشنا أيامه كحقيقة مؤلمه ثم صفعتنا كلماته التي تحولت ذكرى متعبة بعدما كانت ثابتة؟ وهل نملك القدرة على النظر الى أول وردة أهديت لنا نظرة متجردة ونبتسم لتلك الوردة رغم كل ما يرافقها من ذكريات الذين أحببناهم؟ وهل نجرؤ على لمسها ليس خوفاً من عذاب اللمسة التي تأخذنا الى أول لمسة اقترنت مع الوردة. وإنما خوفاً على وريقات تلك الوردة من أن تطحنها بصماتنا؟ لذا نقرر وضع تلك الوردة في إحدى زوايا الغرفة لتبقى رؤيتها تتكرر على مساحة النظر كوردة جفت وريقاتها كما جفت الذكريات التي ترافقها مع نظرة عطف أو حالة شفقة وتعاطف لتلك الوردة التي ليس لها أي ذنب سوى تزامنها مع فترة عشق جفت كلماته. وهل نستطيع الجلوس على ركام ماض مر وكأننا نجلس على رمال الشاطئ نبحر مع الموج متناسين مرارة ذاك الكم من الركام بكل أيامه وساعاته وعذاباته؟ متى نمتلك كل تلك القوة أو المقدرة من التعافي من حالة عشق أو حب انتهى كما تنتهي أواخر أغصان الأشجار معلنة بداية انتحار وموت وريقاتها حين يغزوها فصل الجفاف؟ ورغم كل ذلك التساقط لوريقات الشجر إلا أنها تبقى متعالية متيقنة من اكتساء أغصانها ثانية بأوراق جديدة متعددة الاخضرار. متى نمتلك كل المقدرة للوقوف مرة أخرى وبصلابة وقوة رغم كل ذاك العذاب الذي نعتليه من خيبة أو خذلان أو هزيمة وارتكاسات روح عاشت حالة عشق فضاح آل إلى نهاية محزنة؟ هل نستطيع شحذ همة القلب للتعافي وتمرير تلك الحالات وكأنها صور من ماض بعيد مر واستحالت عودته؟ والسؤال الأهم، مهما كان الحب مندفعاً وقوياً وتحول من كلمات إلى واقع وعشناه ثم تحول إلى مرارة وهزيمة، كيف استطاعت أرواحنا بهذه البساطة اعتلاء كل ذاك التعب والحزن ومرارة الخيبة؟ هل الارتواء هو الذي مكّن الروح من الوصول الى هذه الحالة الآنية؟ وهل الارتواء الروحي يعيننا على فرض حالة الجفاف التي أوهنت القلب أم هو الارتواء الجسدي لذاك التعب المرافق؟ أم الارتواء النفسي لكل تلك الحالات من الإنهاك المرير؟ مهما كان نوع الارتواء إلا إنه يبقى ارتواء من الجفاف لجفاف أكبر.