أيها المحارب الفلسطيني على جبهة المفاوضات، أيها المشتبك بالأيدي البيضاء على طاولة المفاوضات، ومع ذلك تتمسك بالثوابت الوطنية كما يقولون. اجتمع اليوم كما يطيب لك، وتصافح مع نتانياهو أمام وسائل الإعلام، وتظاهر بالمودة والاحترام، واشجب المقاومة، وانشد السلام. ونحن نستحثك إلى الأمام. أيها المحارب الفلسطيني على جبهة المفاوضات، لا نريد منك دولة فلسطينية مستقلة، فهذا ليس ضمن برنامج حزب الليكود الحاكم، والحديث عن دولة ذات سيادة لا يستقيم مع مضمون الدعوة الأميركية للمفاوضات، ولا نريد شرق القدس عاصمة لهذه الدولة، لأن المتدينين اليهود المتحالفين مع حزب الليكود سينسحبون من الحكومة. وإياك والتطرق الى قضية اللاجئين، فقد عفا عليها الزمن، ومجرد طرحها في مفاوضات واشنطن يتعارض مع فكرة يهودية الدولة التي يصر عليها نتانياهو، وأنتم تعرفون مواقف الرجل، وثباته على مبادئه، وانتصار أميركا في نهاية الأمر له. ولا نريد منك الحديث عن إزالة المستوطنات، أو وقف التوسع الاستيطاني، لأن ذلك يزعج ليبرمان وقد يقوض الائتلاف الحكومي. أيها المحارب الفلسطيني على جبهة المفاوضات، لا تطالب بتطبيق قرارات الأممالمتحدة، أو قرارات مجلس الأمن، ولا بتطبيق أي وثيقة دولية لها علاقة بالقضية الفلسطينية، ولا بتحرير الأسرى، فقد فاوضتم، ووقعتم على الاتفاقيات قبل عشرين سنة من دون الإفراج عنهم، ولكن يكفي أن تطالب إسرائيل بتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين أثناء الحرب على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، فإن تحقق ذلك، وضمنتم الاعتراف الإسرائيلي بأن الفلسطينيين المتواجدين في السجون هم أسرى حرب، فإننا من داخل سجن نفحة، وسجن عسقلان، وسجن بئر السبع، وباقي السجون، سنحتفل بالنصر، ونقول لكم واصلوا التفاوض على بركة الله، ونحن معكم ضد المعترضين على استئناف المفاوضات. ولكن إن عجزتم عن تحقيق هذه الجزئية الصغيرة المتعقلة بأمور إنسانية، وحتماً ستعجزون! فكيف ستنجحون إذاً في وقف التطور الطبيعي للمستوطنات، وتحرير الأرض وتحرير الأسير الإنسان؟ وكيف ستتخلى إسرائيل عن عصب حياتها الروحي في القدس؟ وكيف ستمنحكم دولة مستقلة، وتسمح بعوده اللاجئين؟ أيها المحارب الفلسطيني على جبهة المفاوضات، حاول إن استطعت إلزام إسرائيل بتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة فقط، فإن فشلت، وحتماً ستفشل، فوفر على نفسك، واحترم شعبك، وارحمهم من مسخرة التفاوض.