قرر المسؤولون في منظومة التعليم الفنلندية القيام بثورة في النظام المدرسي الذي يعد ضمن قائمة ال10 الأوائل في التصنيف العالمي للتقييم التربوي، يتضمن إلغاء تدريس مواد الفيزياء والرياضيات والأدب والتاريخ والجغرافيا، كمواد مستقلة. وقالت رئيسة مديرية التعليم في هلسنكي مارو كيلونين، إن المدارس لا تزال تعلم التلاميذ بالطرق القديمة، والتي كانت تعتبر جيدة في بداية التسعينات من القرن الماضي، ولكنها لم تعد تتماشى مع المتطلبات الحديثة. وأوضحت أنه بدلاً من تدريس كل مادة على حدة، سيتم تدريس الطلاب الأحداث والظواهر بشكل الجمع بين المواد. على سبيل المثال، سينظر إلى الحرب العالمية الثانية من وجهة نظر التاريخ والجغرافيا والرياضيات، مضيفة أن ستطبق المنظومة على المدارس الثانوية اعتباراً من سن 16. وأوردت ان الطالب يجب أن يختار بنفسه أي موضوع أو ظاهرة سيدرس، انطلاقاً من الحاجة لها في حياته في المستقبل، إلى جانب وجود عمل مشترك في مجموعات صغيرة ومناقشة المشاكل. وتابعت كيلونين أن الأمر يتطلب تعاون كبير بين مدرسي المواد المختلفة. وحتى الآن تم تدريب وإعداد نحو 70 في المئة من المعلمين في هلسنكي للعمل وفق النظام الجديد، وسيسمح ذلك لهم بالحصول على زيادة في الراتب. يشار إلى ان النظام التعليمي في فنلندا يشجع على العمل الجماعي ضمن الفريق الواحد، و لا يفرض رسوماً دراسية على الطلاب المنتظمين ويقدم لهم وجبات مدعومة كليا.