أقر وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم بأن تسويق المنتجات الزراعية، خصوصاً الورقية منها، مشكلة، متوقعاً معالجتها خلال الفترة المقبلة، من خلال مبادرة ينوي صندوق التنمية الزراعية إطلاقها. والتزم الوزير بقرار مجلس الوزراء الأخير، رافضاً الحديث حول فايروس كورونا، مؤكداً أن ذلك «من اختصاص وزارة الصحة»، وعلى رغم ذلك قال: «إن الأمور كلها مطمئنة». وتلقى بالغنيم خلال مشاركته في انطلاق ملتقى «الإرشاد الزراعي» في الأحساء أمس، شكاوى المزارعين حول تسويق المنتجات الزراعية. وقال المزارعان علي العبدالكريم وأحمد البطيان: «على رغم دعم الوزارة، وتوافر الماء في شكل جيد، وجودة الأرض والبذور، إلا أن عملية تسويق المنتجات الزراعية، خصوصاً الورقية، غير مشجعة»، مردفين: «نعرض منتجاتنا الورقية في الأسواق العامة والشعبية، منذ الصباح وحتى المساء، وبالكاد نبيع نصف ما نعرضه، ما يزيد خسائرنا المادية، فضلاً عن الجهد». ورد وزير الزراعة على الشكاوى في تصريح إلى «الحياة» قائلاً: «إن عملية تسويق المنتجات الزراعية تعتبر فعلاً مشكلة متأصلة في الثقافة الزراعية»، مستدركاً: «نعمل بجهد على معالجتها، وأعتقد أننا سنحصد النتائج، من خلال مبادرة درس صندوق التنمية الزراعية إطلاقها خلال الأعوام الماضية، وانتهت قبل أيام وستعلن نتائجها خلال الأيام المقبلة، وتعالج عملية تسويق الخضراوات والفواكه، وستكون نتائجها جيدة على صعيد تحسين التسويق». وأبدى الوزير تحفظاً حين سُئل عن فايروس كورونا، ومدى ارتباطه بالإبل وقال: «نحن في وزارة الزراعة لا ندلي بأي تصريح حول كورونا، كي لا نتسبب في إيجاد جو من البلبلة». وأضاف: «قام وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة قبل يومين بزيارة لمدينة جدة، وأكد أن الأمور مطمئنة»، موضحاً أن «وزارة الصحة تقود العملية كاملة لتقصي وتتبع المصادر التي قد تكون خازنة لفايروس المرض، فيما دور وزارة الزراعة دعم جهود وزارة الصحة». وتطرق بالغنيم إلى قلة المياه وندرتها وضرورة خفض التوسع في المسطحات الخضراء وقال: «إن مجلس الوزراء أصدر قراراً بإلزام شركات الألبان التي تقوم بتصدير منتجاتها من الألبان ومشتقاته إلى الخارج بضرورة استيراد أعلاف خضراء توازي كمية الألبان التي تصدرها»، لافتاً إلى أن «بعض الشركات تقوم الآن باستيراد جميع أنواع الأعلاف الخضراء من الخارج، ما يدل على حسها الوطني»، متمنياً من الشركات المماثلة «السير على هذا الطريق». وأشار إلى جهود تبذلها شركات تستثمر في الخارج، «لزراعة الأعلاف وتصديرها إلى المملكة، لأن الأعلاف الآن أصبحت أكبر مُهدر للثروة المائية بعد القمح الذي توقفت الدولة عن شرائه من المزارعين المحليين تدريجياً»، موضحاً أن هناك «خططاً للاستثمار في زراعة الأعلاف الخضراء في الخارج، ما سيؤدي إلى تقليص زراعتها في المملكة». إلى ذلك، افتتح محافظ الأحساء الأمير بدر جلوي أمس، فعاليات اللقاء الإرشادي الزراعي الثامن الذي تنظمه وزارة الزراعة ويستمر يومين وقال بالغنيم: «إن الملتقى يهدف إلى استقصاء المشكلات التي تواجه المزارعين وإيجاد الحلول لها، وإيصال أي تطورات في العملية الزراعية إلى المزارعين». وأكد أهمية «إيجاد تواصل بين المزارعين والوزارة، من طريق المرشد الزراعي الذي نعول عليه كثيراً». بيد أنه أقر ب«نقص في عدد المرشدين، ونتمنى زيادتهم تدريجياً وزيادة مستوى كفاءة العمل». واعتبر وزير الزراعة المياه «أبزر العوائق التي تواجهها الزراعة في المملكة»، لافتاً إلى أن السعودية «تمكنت من الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الكثير من المحاصيل، ولكن هذا كان على حساب مصادر المياه غير المتجددة بالذات»، مضيفاً أن «المملكة اتخذت توجهاً واضحاً بالمحافظة على مصادر المياه والتوجه إلى الاستيراد والاستثمار في الخارج والمعوق في التوسع الزراعي الأفقي في المملكة هو مصادر المياه، وخلاف ذلك لا توجد أي معوقات».