نال المرشح المحتمل للرئاسة في مصر حمدين صباحي تأييد حزب «الدستور» الليبرالي، فيما أوشك على الانتهاء من جمع توكيلات الناخبين اللازمة لترشحه، وعددها 25 ألفاً يُشترط أن تكون موزعة جغرافياً على 15 محافظة مختلفة على الأقل بواقع ألف توكيل لكل منها. وفي ما بدا عرضاً للقوة كشفت حملة المرشح الأبرز في الانتخابات وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي أنه تلقى نحو 500 ألف توكيل من مختلف المحافظات، تقدم منها ب200 ألف فقط «تيسيراً على اللجنة العليا للانتخابات» التي ستتكفل بحصر تلك التوكيلات. وأعلن حزب «الدستور» في بيان أمس دعمه لصباحي في الانتخابات. وأوضح أن القرار اتخذ بعد استطلاع للرأي أجراه بين أعضائه، حصل فيه صباحي على 59.3 في المئة من الأصوات والسيسي على 10.1 في المئة، بينما فضل 28.6 في المئة مقاطعة الانتخابات. وقالت رئيس الحزب هالة شكر الله في مؤتمر صحافي حضره صباحي إن الحزب «سيشرع فوراً في دعم حملة جمع التوكيلات لصباحي». وأكدت أن «الحزب يحترم الاختيارات الشخصية المختلفة لأعضائه الذين لهم الحرية الكاملة في اختيار مرشحهم، غير أن اختيار الغالبية هو ما يحدد الموقف الرسمي للحزب». وحزب «الدستور» واحد من الأحزاب التي تأسست بعد الثورة، وأسسه نائب الرئيس السابق محمد البرادعي، ويضم في قاعدته غالبية من الشباب، لكن عدد أعضائه يُقدر ببضعة آلاف، وفق تصريح سابق لشكر الله ل «الحياة». وقال صباحي في المؤتمر الصحافي إنه سيقدم برنامجاً يحقق طموح المصريين ويقضي على الفقر، معرباً عن ثقته في أن «الفقراء يستطيعون جيداً أن يفرزوا من سيقف بجانبهم». وأضاف: «أخوض الانتخابات لرفض عودة نظام حسني مبارك». وتعهد إلغاء قانون التظاهر والعفو عن المعتقلين السياسيين «وألا تكون السجون في مصر أبداً مكاناً لأصحاب الرأي». ودعا الأحزاب والقوى السياسية التي شاركت في الثورة إلى أن تحذو حذو حزب «الدستور». وأشار إلى أن «الشعب ثار وأسقط رأسين للنظام، لكن لم يصل إلى السلطة. اليوم نطرح على أنفسنا مهمة ثورية نضالية هي أن تصل الثورة إلى السلطة عبر انتخابات ديموقراطية». وأضاف: «اعتبر الانتخابات امتحاناً لقدرة القوى المؤمنة بالثورة على الوصول إلى السلطة عبر انتخابات نريدها نزيهة وشريفة، ومشاركتنا وحدها ستضمن النزاهة». ودعا صباحي وشكر الله إلى الاستمرار في تحرير التوكيلات لترشحه. وقال الناطق باسم حملة صباحي معصوم مرزوق ل «الحياة»: «اقتربنا من تحقيق الشرط القانوني بخصوص التوكيلات. تجاوزنا رقم 25 ألف توكيل، لكن لم نُحقق شرط جمع ألف في 15 محافظة مختلفة». وأوضح أنه «تتبقى 3 محافظات فقط لم تُكمل الألف توكيل، كلها في جنوب مصر». وعن الأرقام المتبقية للوصول إلى رقم الألف توكيل في المحافظات الثلاث، قال: «ما زالنا في حاجة إلى مجهود... ننتظر تقرير المندوبين، وهم أبلغونا بأنهم أوشكوا على الانتهاء. نأمل خيراً». ومن المقرر أن يُغلق باب الترشح في الانتخابات الأحد، علماً أن مكاتب التوثيق تعمل اليوم حتى الثانية ظهراً وتعطل الجمعة. لكن مرزوق رجح أن تنتهي الحملة من جمع التوكيلات اليوم وينتهي الحصر غداً. وقال: «سنتقدم للترشح السبت على الأرجح». في المقابل، قال المستشار القانوني لحملة السيسي المحامي محمد أبو شقة في مؤتمر صحافي أمس إن «الحملة تلقت نحو نصف مليون توكيل، من مختلف المحافظات، لكنها فضلت التقدم للجنة الانتخابات ب 200 ألف تيسيراً عليها». وبرر أبو شقة تواري حملة السيسي عن الإعلام إلى حد بعيد بالقول: «هناك مبدأ نلتزم به جميعاً مستمد من شخصية المرشح الذي أمثله وهو الانضباط الشديد الذي لا بد من أن ينعكس في تقديم شكل لائق محترم متفق تماماً مع نصوص القانون وكل ما صدر عن لجنة الانتخابات الرئاسية من قرارات واجبة الاحترام»، لافتاً إلى أن للحملة «لائحة داخلية أو نظاماً أساسياً نُلزم أنفسنا به، وربما تضمنت قيوداً لم يتضمنها القانون أو القرارات الصادرة عن لجنة الانتخابات الرئاسية». وأضاف أن «أي عملية انتخابية قد تكون محاطة بقدر من التجاوز، ونحن حريصون على ألا يصيبنا منه أي قدر، ولو كان ضئيلاً، لأن ما يُقبل من غيرنا من تجاوز في الإطار المألوف لا يمكن أن يكون مقبولاً بالنسبة إلينا، وسنبقى على هذا الالتزام حتى نهاية العملية الانتخابية». ولفت إلى أن عدد نماذج التأييد التي تلقاها السيسي «غير مسبوق، ووصل نحو 500 ألف توكيل». وأضاف أنهم استقروا على التقدم ب 200 ألف من جميع محافظات مصر «وراعينا أن يكون العدد المقدم عن كل محافظة متناسباً مع عدد الناخبين المقيدين في جداول الانتخابات فيها»، لافتاً إلى أن «الحملة جمعت في أول يوم لتحرير التوكيلات ثلاثة أضعاف العدد المطلوب من النماذج».