أكدت مصادر أمنية أن القوات اليمنية التي تحاصر عشرات من مسلحي تنظيم «القاعدة» منذ السبت الماضي وتخوض معهم معارك عنيفة وسط أحياء سكنية في مدينة الحوطة التابعة لمحافظة شبوة جنوب شرقي البلاد، تتأهب لاقتحام معاقل المسلحين «والقضاء عليهم». وقال مصدر أمني في شبوة ل «الحياة» أمس إن قوات الأمن والجيش التي تحاصر المدينة «عازمة على اقتحام الأحياء التي يتحصن فيها عناصر القاعدة»، مشيراً إلى أن «ترتيبات خاصة تتم حالياً لتنفيذ عملية الاقتحام والقضاء على الإرهابيين المتحصنين في الأحياء السكنية». وأضاف أن هذه القوات «تحاول تجنيب السكان المدنيين مخاطر الاشتباكات وعمليات الاقتحام». وأكد اعتقال «نحو 39 عنصراً يشتبه بانتمائهم إلى القاعدة في شبوة خلال اليومين الماضيين، بينهم 28 اعتقلوا في مدينة الحوطة». وأشار إلى «سقوط عدد من القتلى والجرحى بين صفوف الإرهابيين المتخفين في المدينة»، معرباً عن اعتقاده بوجود «قيادات مهمة للقاعدة بين المحاصرين، ومسلحين أجانب، بينهم سعوديون، يشاركون في القتال». وكشفت مصادر ل «الحياة» أن القوات الحكومية تلقت تعزيزات من وحدات عسكرية مزودة آليات ودبابات ومدافع ميدانية وقوات متخصصة في مكافحة الإرهاب، ما يعني أن عملية الاقتحام باتت وشيكة. وانتشرت نقاط تفتيش في محيط الحوطة والمناطق المجاورة، لمنع وصول مقاتلين آخرين لمناصرة زملائهم المحاصرين داخل المدينة. واستمرت أمس الاشتباكات العنيفة بين الجانبين. وأعلنت مصادر متطابقة سقوط نحو عشرة جنود من القوات الحكومية بين قتيل وجريح، مشيرة إلى أن «سلاح الجو كثف طلعاته طوال اليوم (أمس) فوق مدينة الحوطة والمناطق المجاورة، فيما قصفت مروحيات عسكرية مواقع متفرقة خلال الاشتباكات». وأفاد سكان محليون أن المسلحين المتحصنين داخل الحوطة منعوا أي شخص أو سيارة من الاقتراب من المدينة، بما في ذلك الوسطاء الذين هددوا بقتلهم في حال أصروا على إقناعهم بتسليم أنفسهم حقناً للدماء. ولفتت المصادر إلى «سقوط ضحايا بين المدنيين لم يعرف حتى الآن عددهم»، فيما قالت مصادر محلية إن شيخ مشايخ الحوطة حسن باحنحن قُتل مع عدد من مرافقيه أمس بعد رد القوات الحكومية على مصادر للنيران انطلقت من منطقة الخربة المجاورة للحوطة التي كان نزح إليها باحنحن وعدد من سكان المدينة. وفي منطقة البريقة القريبة من المدينة، تحاصر قوات حكومية نحو 25 مقاتلاً ل «القاعدة» تحصنوا في تبة، في محاولة لتخفيف الحصار عن رفاقهم في الحوطة. وقصفت القوات الحكومية تحصينات المسلحين المدججين بأسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف صاروخية محمولة على الأكتاف.