رأى الرئيس السابق للحكومة اللبنانية عمر كرامي الذي استقبل امس، السفير الايراني لدى لبنان غضنفر ركن ابادي في منزله في بيروت «أن المواضيع الأساسية التي سببت الأزمة لم تعالج، لا في مجلس الوزراء ولا في غير مكان آخر. فكل ما حصل حتى الآن تهدئة ولا ندري في أي ساعة تنهار، لذلك ندعو العقلاء من الحكام والسياسيين الى أخذ المبادرة لمعالجة المواضيع الأساسية التي سببت هذا الانقسام والتشنج والخراب الذي يبدو ان لبنان ذاهب اليه». وأضاف: «نمر بأزمة كبيرة، والوضع في لبنان دقيق جداً، ولكن، مع الأسف، ونتيجة الخطاب السياسي الذي لم نر له مثيلاً من قبل، ونتيجة الحقن الإعلامي الذي لم تلجمه وزارة الإعلام ووزير الإعلام المفوّه. هذا الحقن يثير في البلاد أجواء من الذعر والقلق والاضطراب. نحن لم نشأ أن ندخل في هذه المعمعة التي لن تؤدي إلا الى الخراب». وابدى تخوفه من «الخطاب السياسي والتشنجات التي خلقت عصباً وجواً طائفيين ومذهبيين في كل لبنان، فكلنا نسير، ومن دون أن نشعر، في المخطط الإسرائيلي الصهيوني لخراب البلاد، لم يتمكنوا من أخذ سلاح المقاومة بالقوة العسكرية ويريدونه عبر الفتنة». وعن المحكمة الدولية، قال: «موقفنا لا يزال مع الحقيقة، لأنها تريح البلد والجميع، ولكن هل هي مسيّسة أم لا؟ فما نشرته صحيفة «دير شبيغل» ألا يعتبر تسييساً للمحكمة إذا كان صحيحاً، ويبدو انه صحيح؟ وكذلك فإن رئيس اركان العدو الإسرائيلي يهدد بأن هناك خريفاً صعباً على لبنان، كل هذا تسييس، نحن مع محاكمة شهود الزور من طريق المحكمة أو من طريق القضاء». وعن «ازدواجية الخطاب» لدى «تيار المستقبل»، لجهة الاختلاف بين كلام رئيس الحكومة وكلام نواب التيار، قال: «اعتقد ان نوابه لا يتكلمون بشيء آخر، هناك تنسيق كامل، فهم فريق واحد وخطابهم واحد. هناك فريق كامل متكامل وليس الرئيس الحريري وحده هو المسؤول عنه. فعندما صدر القرار 1559، كان هناك انقسام في البلاد. هناك فريق 14 آذار لا يزال موجوداً وعلى رأسه رئيس الحكومة، وفريق آخر مع المقاومة ومتمسك بها مهما كانت الظروف، الصراع هو بين الإثنين». ورأى ان «الأمور هي أخطر مما يتصور البعض، ولا ندري في أي ساعة تنفجر». وكشف كرامي ان ركن أبادي ابلغه ان إيران «مستعدة لمساعدة لبنان في تسليح الجيش وإمداده بالمشتقات النفطية... وبأسعار تفضيلية. لكننا نشك في أن تستطيع الحكومة أمام هذا الانقسام أن تقبل هذه العروض». واكد ركن ابادي بعد الزيارة «ضرورة وعي المسلمين والمسيحيين والانتباه الى ما يحاك من الصهاينة والإسرائيليين من أجل تفرقة اللبنانيين»، مشدداً على «أهمية الاستقرار واستتباب الأمن في لبنان»، ولافتاً الى «جهود كبيرة تبذلها جهات عدة من أجل تهدئة الوضع فيه». وفي المواقف، اعتبر الأمين القطري لحزب «البعث العربي الاشتراكي» في لبنان فايز شكر بعد لقائه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ان بعضهم «حاول تصوير سعد الدين الحريري وكأنه لطائفة في لبنان اسمها الطائفة السنية، ونحن نرى فيه رئيس حكومة كل لبنان، وتحت هذا السقف والعنوان يجب ان تستمر هذه السياسة في هذه الحكومة وفي مجلس النواب، وعلى المؤسسات كافة». واكد ضرورة «التهدئة والاستقرار والالتزام بمضمون البيان الوزاري الذي تركبت على اساسه هذه الحكومة». وقال: «هناك البند الذي يعترض عليه فريق من اللبنانيين، اقول له بصراحة من لم يعجبه ومن تحفظ ومن لا يريد، عليه الخروج من الحكومة، نحن نريد حكومة، ونريد من رئيسها ان يكون نسخة طبق الاصل عن والده الشهيد رفيق الحريري الذي كان معيناً ومساعداً ومبشراً لمشروع المقاومة، لا نريد ان يفتح كل واحد على حسابه، فالبلد هو اكبر من الموظفين، ومن الناس والرؤساء، هناك ثالوث مقدس يجب ان يفهمه الجميع الجيش والشعب والمقاومة». وأبدى اللواء الركن جميل السيد في بيان لمكتبه الاعلامي، «صدمته الكبيرة من موقف الحريري خلال جلسة مجلس الوزراء، وأكد «أن ليس هناك مطلقاً أي تعارض بين حقوق الرئيس رفيق الحريري وباقي الشهداء، وبين حقوق الضباط الأربعة، اذ إن مؤامرة شهود الزور وشركائهم ظلمت الشهداء والضباط معاً».