في الوقت الذي لف فيه الغموض جثة الإثيوبي، التي أبلغ احد المواطنين الجهات الأمنية في المويه العثور عليها مطمورة في الرمال بالقرب من خيمة (عامله) الإثيوبي بعد تلقيه (المواطن) اتصالاً هاتفياً من الأخير يفيد فيه عدم رغبته في العمل راعياً لأغنامه، تواصل فرق البحث الجنائي عمليات البحث لليوم الثالث على التوالي عن العامل الإثيوبي الهارب والمتهم الأساسي في جريمة القتل التي وقعت أول من أمس (الأحد) شمال المويه. وعلمت «الحياة» من مصادر خاصة أن المجنى عليه (يعمل في رعي الأغنام) طلب قبل وقوع جريمة القتل بالقرب من موقع «المتهم الهارب» الذي يعمل هو الآخر في المجال نفسه من أحد المواطنين الذين يعمل لديهم إعطاءه راتبه الشهري، وبعد إلحاحه على المواطن سلمه أجره الشهري، وليلة وقوع الجريمة البشعة اتجه المجنى عليه «القتيل» كعادته اليومية إلى خيمة «المتهم»، إلا أن هذه الليلة اختلفت عن بقية الأيام المعتادة، إذ لقي فيها مصرعه في ظروف يكتنفها الغموض، ولم تتكشف خيوطها إلا بعد تلقي المواطن الثاني الاتصال الهاتفي من «المتهم في جريمة القتل» الذي أفاد فيه سابقاً بعدم رغبته العمل معه. وبعد ورود البلاغ إلى «شرطة المويه» ومباشرتها الموقع بمساندة الأدلة الجنائية والطب الشرعي في محافظة الطائف تم التحفظ على «المواطنين» اللذين يعمل لديهما «القتيل» و«المتهم بالقتل». وأثناء انتظار التقرير النهائي من الطب الشرعي في الطائف عن أسباب الوفاة الغامضة، بدأت فرق البحث الجنائي والفرق السرية في عمليات بحث متواصلة عن المتهم الهارب، إذ تم تحديد موقعه بعد رصده من طريق ذبذبات الهاتف الجوال في نطاق مركز «ظلم»، ونظراً إلى اتساع المنطقة الصحراوية المترامية الأطراف الشاسعة والوعرة التي تحيط بمسرح الجريمة تكشَف إلى الجهات الأمنية أن المتهم الهارب يتنقل بسرعة شديدة بين مكان وآخر، ما إن يتم رصد الموقع الذي هو به حتى ينتقل إلى آخر، وخلال عمليات البحث المكثفة تم تمشيط أغلب المواقع المحيطة بمنطقتي «ظلم» و«المويه» في حين تكشفت حقائق جديدة عن المتهم الهارب، بعدما اتضح للجهات الأمنية أنه يحمل جهازي جوال، الأول يعود له والآخر اتضح أنه للمجنى عليه (القتيل) يؤكد حصوله عليه بعد وقوع الجريمة الغامضة.