استعدت موسكو ل «اليوم التالي» بعد تجاهل المعارضة السورية في حلب نداءات لاستغلال «الهدنة الانسانية» أمس، للخروج من المدينة. وتوعّدت من سمّتهم «الإرهابيين» ب «دفع ثمن مواصلة هجماتهم على المدنيين». ولم تسفر «الفرصة الأخيرة» التي منحتها وزارة الدفاع الروسية للمعارضين في مناطق شرق حلب، والتي انقضت الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي، عن نتائج، وقوبلت الدعوات إلى الانسحاب من المدينة برفض الفصائل المسلحة. وفي إشارة إلى أن هذا الأمر كان متوقعاً، لفتت الخارجية الروسية إلى أن «المواقف التي أعلنها عدد من الفصائل وبينها «فاستقم» و «حركة نور الدين الزنكي» لم تكن مفاجئة لأحد، وهي مؤشر إضافي إلى أن الحديث عن معارضة معتدلة في حلب لا يعدو كونه أوهاماً». ونظّمت وزارة الدفاع منذ ساعات الصباح أمس، بثاً مباشراً من موقعي ممرين أُعدا لخروج المسلحين، عبر كاميرات مراقبة رُكّبت على طائرات من دون طيار، وأظهر البث لساعات عدم وجود أي حركة عبور على الممرين، قبل أن تقوم موسكو بقطعه فجأة عصراً، وأعلنت بعد ذلك أن ممر الكاستيلو تعرّض لقصف عنيف من مناطق حلب الشرقية ما أسفر عن إصابة عسكريين روسيين وأجبر السلطات العسكرية على إجلاء عشرات الصحافيين الروس والسوريين من المنطقة. وتزامن ذلك مع الإعلان عن تعرّض مروحية روسية لنيران مسلحين في ريف حمص، ما أدى إلى إعطابها، لكن موسكو أعلنت أن طياريها تمكنا من النجاة وتم نقلهما إلى قاعدة حميميم على الساحل السوري (اللاذقية). واتجهت الأنظار إلى احتمالات تطوّر الموقف بعد فشل «الهدنة» وسط توقعات بتصعيد عسكري واسع في غضون الأيام المقبلة، جهّزت له موسكو بالإعلان عن أنها «استنفدت فرص إنهاء المعاناة الإنسانية في حلب وقوبلت جهودها بتصعيد متواصل من جانب الإرهابيين». وكانت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أعلنت أن «المقاتلين استغلوا الهدنة الإنسانية في حلب لتجديد ترسانتهم»، وتوعّد نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف بأن الإرهابيين «سيدفعون ثمن مواصلة هجماتهم على المدنيين في غرب حلب وإفشال مساعي التهدئة». واستبق الكرملين الفشل الذي كان متوقعاً للهدنة الأخيرة، بعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي مساء الخميس، ناقش احتمالات تطور الموقف في سورية. ولم يتم الإعلان عن قرارات المجلس الذي تسبق اجتماعاته عادة اتخاذ قرارات مهمة. في الأثناء، نفت مصادر أمنية روسية صحة معطيات انتشرت أمس حول تعرض حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» لعطل أوقف تقدم مجموعة السفن الحربية الروسية المتجهة حالياً في المتوسط نحو الشواطئ السورية. وكانت أوساط غربية ربطت بدء عملية عسكرية روسية واسعة في حلب بوصول إمدادات ضخمة تحملها قافلة مؤلفة من سبع سفن تقودها حاملة الطائرات الوحيدة التي تملكها روسيا. وأفادت شبكة «لينتا رو» الإخبارية نقلاً عن مصادر أمنية أن الحاملة «الأميرال كوزنيتسوف» توقفت للتزود بالوقود من ناقلة الوقود «سيرغي أوسيبوف» في البحر المتوسط. علماً أن عدداً من الدول الأوروبية كانت قد رفضت تزويد السفينة الروسية بالوقود خلال رحلتها. وأظهرت صور التقطت من الجو سفينة تجر حاملة الطائرات الروسية. وظهر في الصورة دخان أسود كثيف، ما أثار تكهنات بأن حاملة الطائرات تعرّضت لعطل فني. وأبحرت الحاملة الروسية على رأس قافلة إمدادات نحو الشواطئ السورية في منتصف الشهر الماضي، وكان يُتوقع أن تدخل أمس المياه الإقليمية السورية. وهي محمّلة بعشرات الطائرات والمروحيات ونحو ألفي جندي وأنظمة صاروخية من طرازات مختلفة.