يشغل التوتر الكثير من وقتنا، سواء كان بسبب العمل أو الأحوال المادية أو لمجرد تأخرك على موعد ما. ونشر موقع "دايلي ميل" البريطاني، دراسة قامت بها شركة "وان بول" للأبحاث، أظهرت أن الشخص العادي يمضي نحو ساعتين و11 دقيقة من يومه متوتراً، أي 15 ساعة أسبوعياً، و33 يوماً سنوياً، و5 أعوام وستة شهور بالنسبة الى متوسط عمر الإنسان. وأجرى الباحثون الدراسة على ألفي بريطاني، وتبين أن التأخر ونفاد الوقت هما من أهم العوامل التي توترنا، إضافة إلى الوقوع في الازدحام وإصابة أفراد من عائلتنا بالمرض. وقال 63 في المئة من الأشخاص الذين تضمنتهم الدراسة، أنهم يعانون من التوتر حتى في أيام إجازتهم، وفي المناسبات السعيدة كأعياد الميلاد. وقالت محاضرة في جامعة غرب اسكتلندا، مارغريت ريتشي: إن أجسامنا تتأثر من التوتر، خصوصاً التوتر المستمر، فتتعرض لالتهابات تؤثر في جهازنا المناعي، ما ينتج منه تعرض أجسامنا للأمراض في شكل أسهل. وأوضح ثلثا الأشخاص في البحث أن التوتر أثر في صحتهم الجسدية. وأن ثلثهم اضطروا لأخذ إجازة من العمل بسبب التوتر، بينما اضطر واحد من بين كل أربعة أشخاص لأن يستقيل تماماً. كما أفاد 81 في المئة منهم بأن التوتر أصابهم بالأرق، لدرجة أنهم لم يناموا خمس ليال من الشهر الماضي. وقالت الطبيبة النفسية ومؤلفة كتاب "أي بي أس – نافيغيتنغ يور وي تو ريكوفري": إن التوتر يؤثر في عقولنا وأجسادنا من خلال طرق عدة، ويمكن أن يكون دليلاً على تحميل نفسك أكثر من طاقتها، لذا لا تشعر بأنك مضطر للقيام بكل شيء، حدد أولوياتك واعلم أنك لن تستطيع الاهتمام بكل شيء إن لم تهتم بنفسك أولاً. وأضافت: "إننا نتعاطف مع الناس ونتفهّم ظروفهم، بينما يجب أن نتعاطف مع أنفسنا أيضاً. أرفض ما لا تستطيع القيام به، وخذ قسطاً من الراحة، ولا تستمع الى الصوت الذي في داخلك، فهو لن يتوقف عن انتقادك". موضحةً أننا نصل إلى أوج حالات التوتر في عامنا ال36 تقريباً. وتتضمن أعراض التوتر: خفقان القلب السريع، عدم التركيز، عدم الجلوس بركازة، الشعور بالتوعك في المعدة، الأرق، مشاكل في التنفس، العصبية، وعدم التغلب على الأمراض، حتى البسيطة منها. فإن شعرت بأنك تتعرض لهذه العلامات دائماً، فحاول أن تميز مصدر توترك الأساسي وقم بإبعاد تفكيرك عنه من خلال قراءة الشعر، تغيير قصة شعرك، الخروج مع الأصدقاء، أو القيام بأي هواية. وحاول ألا تضغط على نفسك، وفوّض بعض أعمالك للآخرين، واستخدم سماعات الأذن التي تعزل الصوت الخارجي.