د. محمد الخرساني يشعر الإنسان في بعض الأحيان بخفقات مفزعة ومزعجة لضربات القلب، وكأن نبضاً إضافياً مكتوم الصوت يرفرف في صدره بشكل غير منتظم، لدقائق أو ثوان معدودة، وقد تحدث هذه الأعراض لمريض مصاب بالقلب، أو لشخص من الأصحاء، الأمر الذي يسبب الشعور بالتوتر والقلق. وأوضح استشاري أمراض القلب في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، الدكتور محمد إسماعيل الخرساني، أن الإحصائيات الطبية الأخيرة أثبتت أن تجاوز الحد الأعلى الطبيعي لمعدل ضربات القلب (مائة ألف ضربة يومياً) يشكل حوالي 15 – 20% من عدد مراجعي العيادات، إذ يظهر الخفقان بالتدريج، ثم يتسارع، أو يظهر فجأة وبسرعة، وتكون هذه الضربات منتظمة، أو غير منتظمة، مفردة أو متكررة، سريعة أو متسلسلة، وقد تحدث في الصدر أو العنق، وتعد هذه الخصائص هامة في تمييز الأنماط المختلفة للنبض القلبي الذي يؤدي إلى الخفقان. وأشار إلى أنه يجب على المريض أن يصف الأعراض للطبيب بشيء من الدقة، موضحاً أن من أفضل طرق الوصف أن يذكر المريض للطبيب نوع الخفقان بالنقر بيده كما يتذكره، لأن الخفقان لا يحدث غالباً عندما يكون المريض في عيادة الطبيب، أو عند مراقبته، لذا يعد الوصف الدقيق له هاماً جداً. وأبان الخرساني أن هناك ما قد يثير أعراض الخفقان، وما قد يزيلها، فمن مثيرات الخفقان: اضطراب الغدة الدرقية، والأرق، واضطراب الأملاح (مثل البوتاسيوم، والماغنيزيوم، والكالسيوم)، والإفراط في تناول القهوة، والكحول، وانخفاض مستوى السكر، أو الضغط الدموي، وفقر الدم، والإعياء، والتمارين الرياضية، والانفعال، وتناول بعض الأدوية، أما مزيلات الخفقان فتتمثل في: حبس النفس، السعال، الكبي (مثلما يفعل الشخص عند التبرز)، كما قد يثير تغيير وضعية الجسم فجأة الخفقان، أو يزيله. وذكر الدكتور محمد أن من بين الأعراض المصاحبة للخفقان: الإحساس بألم صدري ضاغط، والدوخة، وفقدان الوعي، والشعور بالرغبة في التبول، والإجهاد والخمول، وقد لا يصاحب الخفقان أي من الأعراض السابقة، مشيراً إلى أن الناس يتفاوتون في تعبيرهم عن الأعراض، فكثير منهم يصيبه القلق جراء حدوثها حتى ولو كانت إصابتهم به نادرة جداً فيبادر إلى استشارة الطبيب. وبعضهم يصاب به مرات عديدة في اليوم، ولا يعيره اهتماماً. وأكد الخرساني أن معظم اضطرابات النبض ليست بذات خطورة، ولا ضرر منها، لكن القليل منها قد يكون له عواقب خطيرة على صحة المريض مستقبلاً، بل إن بعض هذه الاضطرابات قد تتسبب في الوفاة، خاصة إن كان الخفقان ناشئاً من الحجرات السفلية للقلب (البطين الأيسر، أو الأيمن)، وصاحب ذلك نوع من الإغماء، أو فقدان الوعي. وأشار إلى أن تحديد أسباب الخفقان، ومدى خطورته، يكون من خلال دقة المريض في وصفه وإعطائه المعلومات الكاملة، كمعرفة أسباب الخفقان، وما يثيره، أو يزيله، وتاريخ العائلة المرضي، وهل تعاني العائلة من المشكلة نفسها، خاصة إن كانت هناك حالات فقدان الوعي المفاجئ، أو الوفاة المفاجئة في سن مبكرة، أما الأمر الآخر فيجب معرفة ما يتناوله المريض من أدوية، خاصة أدوية الأنفلونزا، لأنها قد تكون المسبب في بعض الأحيان. إضافة إلى ذكر أية معلومات مهمة ومفيدة للطبيب لمساعدته في معرفة أسباب الخفقان، وتحديد الفحوصات المطلوبة، ومن ثم وصف العلاج. وأفاد أنه إذا ما اتضح للطبيب بعد إجراء الفحوصات للمريض أن الخفقان ناشئ عن مشكلة قلبية، فهنا سيتم الاعتماد على العلاج بحسب طبيعة وحجم المشكلة، كالقيام بإصلاح الصمامات، أو الثقوب، ومعالجة اعتلال عضلة القلب، أما إن كان الخفقان ناشئاً في قلب سليم عضوياً، وهذا شائع جداً، فهنا يكون العلاج حسب طبيعة ونوع ومصدر هذا الاضطراب في النبض، ومدى خطورته على حياة المريض.