عبّر الرئيس السوري بشار الأسد عن ارتياحه الى ما يقدم من «أعمال درامية تحاكي بمعظمها الواقع من مختلف جوانبه السلبية والإيجابية وتلامس هموم الوطن وما يعانيه من مشاكل للوصول إلى حلول للسلبيات التي يعاني منها المجتمع. وأكد «أن الطروحات البناءة والمقومات الإيجابية الواقعية قد أفردت للدراما السورية مكانة وخصوصية في ساحات الإبداع والفن وجعلتها تلاقي استحساناً لدى مختلف شرائح المجتمعات العربية». جاء ذلك خلال لقاء الأسد أول من أمس مع منتجي الدراما السورية حيث بحث معهم «أهمية الدراما والرسالة الإنسانية والنبيلة التي يمكن أن تؤديها في خدمة القضايا الوطنية والقومية». وشدد الأسد على «أن الإنتاج الدرامي ثروة وطنية يجب المحافظة عليها والعمل على تطويرها وتطوير التشريعات الناظمة لتسويق الأعمال الدرامية. ودعا إلى «وضع خطط وبرامج لها للمساهمة في عملية التنمية في المجتمع بمختلف جوانبها». وأنتجت سورية هذا العام أكثر من 30 عملاً درامياً بتكلفة نحو 50 مليون دولار وفرت 25 ألف فرصة عمل. كما بثت 44 قناة فضائية عربية خلال شهر رمضان الماضي مسلسلات سورية. واستحدثت قناة «سورية دراما» بهدف تعريف الجمهور العربي الى الدراما السورية وصنّاعها إضافة إلى المساهمة في عمليات الترويج والتسويق للأعمال الدرامية السورية بمضامينها الثقافية والاجتماعية والإنسانية والحضارية. وأفادت مصادر رسمية بأن الأسد استمع من منتجي الدراما إلى آرائهم ومقترحاتهم لتطوير هذا القطاع وخططهم المستقبلية بهذا الصدد وإلى العقبات التي تواجههم خلال العمل. وأكد المخرج والمنتج حاتم علي أن «اللقاء مع الأسد ركّز على شروط تحويل الدراما إلى صناعة حقيقية عبر توفير البنى التحتية كإنشاء استوديوات سينمائية ومدن خدمات إنتاجية تلفزيونية كما هو حاصل في دول عدة لصعوبة التصوير في الأماكن الطبيعية أو في القلاع وفي الحارات الشامية». وشدد على «أن الدراما السورية الآن ناجحة واستطاعت أن تقدم إنجازات كثيرة ليس فقط على المستوى الاقتصادي أو السياحي إنما أيضاً على مستويات أخرى كثيرة». وقال المخرج نجدت أنزور: «أضحى الفن التلفزيوني السوري حقيقة يومية في حياة المواطن على مستوى الأمة العربية إذ يساهم مباشرة في تنويره وتعريفه الى هموم الأمة الوطنية والقومية والاجتماعية والإنسانية». وكان لافتاً هذا العام استمرار نجوم سوريين في المشاركة في أعمال مصرية مثل سلاف فواخرجي في «كليوباترا» وكندة علوش في «أهل كايرو» وسوزان نجم الدين في «مذكرات سيئة السمعة» وجمال سليمان في «قصة حب» وعباس النوري في «سقوط الخلافة»، وأيضاً انفتاح الأسواق الخليجية أمام توزيع الإنتاج السوري على عكس سنوات سابقة. وقال الممثل سامر المصري: «إن قطاع السينما شكل أحد المحاور الرئيسة في اللقاء مع الأسد لا سيما مشكلة صالات العرض وتجهيزها وزيادة الإنتاج السينمائي».