جميعنا تساءل يوماً كيف كانت تبدو وجوه أصحاب اللوحات الشهيرة على أرض الواقع، وكم ساهم الرسامون في تغيير ملامحهم فعلاً، كما حدث في اللوحة الشهيرة للرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي، الموناليزا، حيث تبدو حزينة ومبتسمة في الوقت نفسه. ويهدف مشروع فني استثنائي إلى إعادة تشكيل اللوحات الكلاسيكية المعروفة في القرن ال16، من طريق استخدام أسلوب «التصوير الواقعي»، إذ يُظهر الأسلوب كيف يمكن أن تبدو هذه اللوحات لو أنها عُولجت بتقنيات الكاميرا الحديثة. وأعاد فريق المشروع الذي يرأسه البريطاني وفني التصوير الرقمي كوينتين ديفاين، إضافة إلى مصور ومصمم وخبير ماكياج، تصوير أربع لوحات مشهورة شملت «الموناليزا»، و «رامبرانت»، و «رافاييل» و «بلو بوي»، فيما صُممت الصور مرة أخرى استناداً إلى نموذج مشابهٍ لكلٍّ منها، وتم تعديلها باستخدام الماكياج، بينما وضع ديفاين لمساته التقنية الأخيرة عليها. وتم تمويل المشروع من قناة تلفزيونية محلية، لتشجيع متابعيها على مشاهدة برنامجها الجديد الذي أطلقته أمس، ويحمل عنوان Raiders of the Lost Art»»، والذي يستعرض تاريخ روائع الفن الأكثر شهرة عالمياً، وفق ما ورد في موقع «ميرور». وقال المدير العام للقناة، آدريان ويلز: «من الممتع رؤية هذه الوجوه كما لو كانت ستبدو في الحياة الواقعية، حيث يمكننا تصورها بعد ثلاثة قرون من رسمها»، مضيفاً: «تساءل الجميع طويلاً عن التعابير الغامضة على وجه الموناليزا، هل كانت مبتسمة أم حزينة، وأتاح لنا المشروع أن نتأكد من أنها كانت تبتسم، بل ربما كانت أكثر جمالاً مما بدت عليه في اللوحة». وركز الفريق أثناء عمله الذي استغرق نحو 36 ساعة لكل لوحة، على الإضاءة وشكل الوجه والقوام والشكل العام للوحة الأصلية، بهدف التوصل إلى النتيجة المثالية التي تراعي أدق تفاصيل العمل الأصلي، لتكون واقعية قدر الإمكان.