يقال أن ابتسامتك هي أول ما يلفت الأنظار إليك ويلاحظه الأشخاص بك، وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يملكون أسناناً ناصعة البياض، فإنه ليس لديهم ما يقلقهم، لكنّ الآخرين الذين يعانون اصفرارها بدرجات متفاوتة، فانهم بالطبع يريدون معرفة الأسباب وراء ذلك، خصوصاً مع ازدهار صناعة معاجين الأسنان المبيضة والتي تجني سنوياً بلايين الدولارات، إذ حصدت خلال العام الحالي 11 بليون دولار. وتزود الشركات المختصة زبائنها الذين يبحثون عن الشعور بالرضا تجاه أسنانهم، المعاجين والأشرطة والمساحيق والمواد الهلامية التي تروج لنتائج مذهلة بعد مرات قليلة من الاستخدام، والتي يلجأ إليها الاشخاص على محمل الجد، أملاً في التخلص من مشكلة تلون الأسنان، بينما يكمن الحل الجذري في معرفة الأسباب والتصدي لها، بحيث تكون النتائج أكثر فاعلية وأقل كلفة. وتتضافر عوامل عدة في ظهور اصفرار الأسنان، بدءاً بالطعام الذي نتناوله كالتوت البري والمشروبات التي نحتسيها كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية، إذ أن الأطعمة والمشروبات الحمضية والسكرية جداً، تسهم في تشكيل طبقة لونية على الأسنان، تصبح داكنة أكثر مع مرور الوقت، وفق ما ورد في «ذي هافنغتون بوست». وينصح الأطباء بتنظيف الأسنان مرتين على الأقل يومياً، بينما يفضلون غسلها بعد كل وجبة طعام، لأن بقايا الطعام تظل في الفم وبين الأسنان، وما علق منها ينتج كمية كبيرة من الجراثيم التي يكون لها تأثير في تلونها، بالإضافة إلى أنها تسهم في ظهور التقرحات على اللسان، وتلعب دوراً كبيراً في رائحة الفم الكريهة. في المقابل، تقول الدراسات إن تنظيف الأسنان المبالغ فيه باستخدام المعاجين المبيضة ذاتها، يعطي أثراً عكسياً، وفي حين تعمل هذه المستحضرات على كشط التصبغات، فإن تكرار استخدامها وبكميات كبيرة، سيؤثر في طبقة المينا التي تحمي الأسنان أصلاً من التسوس والاصفرار. ويرى الأطباء أن العوامل الوراثية تسهم أيضاً في لون الأسنان، فالبعض لديهم كمية كافية من المينا في أسنانهم، والبعض الآخر لا تنتج أسنانهم المادة بما فيه الكفاية، لذا فإنهم أكثر عرضة للإصابة بالتصبغات الداكنة. وقد يتناول الشخص أدوية معينة تسهم في مشكلة الاصفرار، لأن الدواء يتحلل وينتشر عبر الدم إلى أنحاء الجسم كافة، وكثير من الأدوية التي يمكن استبدالها لتجنب ذلك. وفي الوقت الذي يسهم التدخين أكثر من غيره في تصبغ الأسنان، إلا أن الإقلاع عنه يخفف من الاصفرار مع مرور الوقت. لكن عامل التقدم في العمر، هو الأصعب لأنه لا يمكن التحكم به، إذ أن طبقة المينا تصبح أضعف مع مرور الوقت، بينما الاعتناء المتواصل بالأسنان يضمن للشخص الإبقاء عليها أطول فترة من الزمن والتمتع بوجبة شهية.