سجل وزير المالية السابق الدكتور إبراهيم العساف مسيرة حافلة من العطاء وخدمة الوطن لأكثر من عقدين من الزمان، إذ تسنم إحدى الوزارات السيادية، ونال ثقة ثلاثة ملوك من ملوك المملكة العربية السعودية، إذ تولى منصبه في عهد الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز عام 1996، وظل في منصبه طوال فترة حكم الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعمل مع خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز قرابة عامين. والعساف رجل دولة حقيقي، إذ استطاع من خلال سياساته المالية المتوازنة من تجاوز عدد كبير من التحديات والأزمات، التي واجهت السعودية خلال ال21 عاماً التي كان فيها وزيراً للمالية، ولعل أبرزها الأزمة المالية العالمية عام 2008، إذ كانت السعودية أقل الدول ثأثراً بتلك الأزمة التي تضررت منها اقتصادات عالمية كبرى. وقبل أن يترأس العساف منصب وزير المالية شغل عدداً من المناصب، بداية من عام 1971 حين عمل معيداً ومحاضراً في كلية الاقتصاد، وتحديداً لمادة مبادئ الاقتصاد في كلية الملك عبدالعزيز الحربية، وظل بهذا المنصب حتى عام 1982، ثم عمل لمدة عام محاضراً زائراً في جامعة القيادة والأركان، وفي العام نفسه تولى العساف منصب رئيس قسم العلوم الإدارية، وعمل في الوقت نفسه استاذاً مساعداً لمادة الاقتصاد في كلية الملك عبدالعزيز الحربية، وظل بهذه المناصب حتى عام 1986، وواكب ذلك عمله مستشاراً في الصندوق السعودي للتنمية حتى عام 1989. وتولى العساف منصب المدير التنفيذي المناوب للسعودية في صندوق النقد الدولي منذ عام 1989، ومنصب المدير التنفيذي في مجالس إدارة مجموعة البنك الدولي للسعودية واستمر في هذا المنصب حتى عام 1995، كما عمل عميد مجلس إدارة مجموعة البنك الدولي ونائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي. وللعساف عضويات عدة، منها عضوية لجنة الحج العليا، والمجلس الاقتصادي الأعلى، والمجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن، ومجلس إدارة شركة أرامكو السعودية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والمجلس الأعلى للتعليم، ومجلس الخدمة المدنية، ومجلس الخدمة العسكرية، والمجلس الأعلى للدفاع المدني، والهيئة العامة للغذاء والدواء، ومجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات العسكرية. كما تولى مهمة تمثيل السعودية في أكثر من لجنة دولية منها اللجنة السعودية الألمانية المشتركة، واللجنة السعودية الإيطالية المشتركة، واللجنة السعودية الصينية المشتركة، واللجنة السعودية السورية المشتركة.