لا يوجد مواطن أو مقيم في السعودية إلا ومر عليه توقيعه أو يحتفظ في جيبه بذلك التوقيع؛ بل إنه يتحول إلى محور حديث عندما تكون الميزانية حديثا، فيكثر الجدل حوله، وتنقسم الآراء فيه لأنه ببساطة يحمل مفتاح خزينة الدولة، ويضع اسمه على عملتها. رجل مرت من تحت يديه 20 ميزانية ومثلها للموازنة؛ وتلك ال 20 هي سنوات بقائه في منصب وزير المالية السعودي.. إنه الدكتور إبراهيم العساف الذي خرج من مكان يدعى «عيون الجواء» بمنطقة القصيم ليصبح أحد أهم الأسماء في الحكومة، لدرجة أنه ظل راسخا في موقعه رغم التشكيلات الوزارية التي شهدتها المملكة طوال عقدين. وصوله إلى هذا المستوى جاء بسبب مؤهلاته الاستثنائية؛ فهو يحمل درجة الدكتوراة في الاقتصاد، وقبلها نال الماجستير في التخصص نفسه، ولم يكن البكالوريوس مختلفا في المضمون؛ إذ نال شهادته الجامعية في الاقتصاد والعلوم السياسية، وما بين الأخيرة والأولى 13 عاما عامرة بالعمل المتواصل. استطاعت الخبرة والمؤهلات التي امتلكها المضي به إلى العمل كمعيد لمبادئ الاقتصاد في كلية الملك عبدالعزيز الحربية، ومحاضر زائر في كلية القيادة والأركان حتى صار رئيس قسم العلوم الإدارية وأستاذا مساعدا لمادة الاقتصاد في كلية الملك عبدالعزيز الحربية لمدة أربع سنوات لم تكن خالية من العمل كمستشار في الصندوق السعودي للتنمية. تلك الفترة جعلته قادرا على المضي إلى ما هو أبعد؛ فتولى منصب المدير التنفيذي المناوب للسعودية في صندوق النقد الدولي لمدة 3 سنوات، أعقبها بمنصب آخر عمل فيه كمدير تنفيذي في مجالس إدارة مجموعة البنك الدولي للمملكة، ثم عميدا في مجلس إدارة مجموعة البنك الدولي. كانت أولى خطواته نحو وزارة المالية من بوابة مؤسسة النقد العربي السعودي عندما تم تعيينه في منصب نائب محافظ قبل أن يضم إلى أجندته الخبراتية منصب وزير الدولة عضو مجلس الوزراء. وعلى الرغم من مهام عمله المتواصلة إلى أن الجميع يجده في جميع قارات العالم على رأس وفد أو ممثلا عن المملكة.