بدآ بالمطالبة بالهوية الوطنية السعودية، وبعدها انتظرا فقط الحصول عليها، ثم تحول الأمر إلى شكاية وكالة الأحوال المدنية في الرياض واتهامها بالبيروقراطية لعدم البت بأمرهما، والآن لا يستطيع الشقيقان ممدوح ومبارك سالم العطوي الصبر أكثر من خمس سنوات من دون أن يحصلا على حقهما في الحصول على الجنسية والعيش كبقية المواطنين، خصوصاً في ظل المعاناة النفسية والمادية، ما اضطرهما إلى العمل في تحميل البضائع في إحدى الأسواق لشراء العلاج لوالدتهما المقعدة. وعلى رغم الوعود التي أعطياها من فرع الأحوال المدنية في تبوك بالحل السريع تقديراً لظروفهما ومعاناتهما، ولكون والدهما سعودي الأصل والمنشأ، إلا أنه مر على هذا الوعد أكثر من ثمانية أشهر ولم تحل مشكلتهما. وقال ممدوح العطوي ل«الحياة»: «وعدنا بأن تحل مشكلتنا بعد نشرها في صحيفتكم، إلا أن الوعد طال وأوضاعنا ازدادت سوءاً بمرض والدتنا وعودتها إلينا من مصر، فكيف نراجع بها المستشفيات ونحن لا نملك هوية وطنية تمنحنا حق المراجعة ودخول الدوائر الحكومية والعمل في الوظائف الحكومية مثل أبناء جلدتنا». ويضيف: «أصبحنا نعيش على هبات المحسنين... ونحن شباب قادرون على العمل، فلم توظفنا أي شركة أو مؤسسة بسبب عدم إثبات هويتنا... فوكالة الأحوال المدنية في الرياض وافقت على حصولي على بطاقة الأحوال المدنية قبل ثلاث سنوات، لكن لم نعلم عن وصول المعاملة لدى أحوال تبوك على رغم أن وسائل الاتصال مرفقة مع المعاملة ونحن معروفون في أحوال تبوك بسبب كثرة مراجعتنا لهم، فلا أعرف لماذا التعقيد في كل الإجراءات، فكل شيء واضح في جميع المعاملات المتداولة وهو ثبوت نسبنا وجنسيتنا». ويضيف شقيقه مبارك «نعيش نحن ووالدتنا التي بترت قدمها أخيراً بسبب المرض على هبات المحسنين، ونحن جالسون مكتوفي الأيدي بانتظار الهوية التي هي حق مشروع لنا كسعوديين». يذكر أن المدير العام لفرع الأحوال المدنية في تبوك سعود الغيثي سبق وأوضح أن معاملة ممدوح وشقيقه بشأن الحصول على الجنسية رفعت إلى وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية في الرياض، وأنه قريباً سيبت فيها تقديراً لظروفهما ومعاناتهما، إلا أنه مضى عليها أكثر من ثمانية أشهر ولم يأتهم الرد.