كشفت مصادر تعليمية مطلعة نية وزارة التربية والتعليم السعودية تدشينها في القريب العاجل مشروعاً تعليمياً ضخماً في مدارسها المختلفة تلغي من خلاله الاستعانة في شكل نهائي بطواقم عمال النظافة العاملين داخلها، والاستعاضة بدلاً منهم بالكوادر التعليمية العاملة داخل المدارس لتنفيذ تلك المهمات.وأكدت ل «الحياة» أن المشروع الجديد سيبدأ من طريق تعميمه وتطبيقه على 50 مدرسة مختلفة تتبع لتعليم جدة ابتداءً من العام الدراسي الجديد الذي يبدأ مطلع الأسبوع المقبل، بعد أن تمت تجربته على مدرستين فقط خلال العام الدراسي الماضي، مشيرةً إلى أن المشروع يعتمد على آليات واضحة ومحددة سيتم إيضاحها خلال الاجتماعات التي ستعقد لاحقاً في الإدارات التعليمية. وأوضحت أن مشروع النظافة الضخم يعتمد في تنفيذ آلياته الكاملة على الطلاب والمعلمين والإداريين العاملين في المدرسة، كل فيما يختص في شأنه، بهدف الوصول إلى البيئة التعليمية الناضجة، التي تمكن أعضاءها من تعاطي النظافة سلوكاً وتعاملاً كأداة من أدوات الرقي في التعامل ونقل الصورة التعليمية الصحيحة للنشء داخل المدرسة. وألمحت في إفاداتها إلى أن إدارة تعليم جدة ستعقد اجتماعاً خاصاً صباح اليوم (الأحد) يحضره مدير التربية والتعليم في المنطقة عبدالله الثقفي لمناقشة هذا المشروع والبدء في تطبيقه في الفترة المقبلة من الفصل الدراسي الحالي على أكثر من 50 مدرسة تتبع لتعليم المحافظة الساحلية. وفي سياق ذي صلة، شدد مدير تعليم جدة عبدالله الثقفي على أن مدارس جدة باتت مهيأة لاستقبال طلابها الأسبوع المقبل، وأن الإدارة التعليمية ومكاتب التربية والتعليم في حالة استنفار قصوى للتأكد من اكتمال جاهزية المدارس، موضحاً أن مديريها تابعوا صيانة المدارس كافة خلال فترة الإجازة. وتمنى الثقفي، خلال كلمة ألقاها أمس في حفلة المعايدة التي نظمتها تعليم جدة بحضور عدد من موظفي الإدارة، أن تكون الإجازة دافعاً قوياً لبداية جادة وأكثر نشاطاً، لافتاً إلى أن الإيمان الحقيقي لدى المسلم يجب أن ينعكس في جميع أعماله بما في ذلك الحرص على وقت الدوام وأداء العمل بكل جدية وإخلاص واحتساب الأجر في كل ذلك، مشدداً على أن أكثر ما يهم إدارة تعليم جدة البداية الجادة والموفقة لجميع الطلاب خلال هذا العام. وكانت مدارس جدة استقبلت صباح أمس معلميها منذ وقت باكر إذ انخرطوا في أداء مهماتهم والعمل على تهيئة مدارسهم لبدء العام الجديد. وأشارت مصادر موثوقة إلى أن نجاح التجربة التي أجريت على مدرسة مجمع النور ومدارس الفكر خلال العام الماضي دفع بإدارة تعليم جدة إلى تعميم تطبيقها على 50 مدرسة داخل نطاقها التعليمي، بدءاً من العام الدراسي الحالي الذي سينطلق بعد أسبوع من الآن، مؤكدةً أن المشروع الذي سيعمم خلال الفترة المقبلة يعد الأول من نوعه على مستوى المدارس السعودية. ولفتت إلى أن وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله يهمه كثيراً أن يتم البدء في تطبيق هذا المشروع خلال الفترة القليلة المقبلة، خصوصاً بعد زيارته الأولى للمدرستين المطبقتين للتجربة منتصف العام الماضي، والتي شارك من خلالها في تنفيذ بعض من آليات المشروع، وزار الفصول المطبقة للبرنامج، واطلع على التجربة، وخصص جوائز للمجموعات الفائزة بهدف تحفيز التلاميذ، وحثهم على المشاركة في إنجاح المشاريع. يذكر أن التجربة مستقاة أصلاً من مدارس التعليم الياباني، وركزت خلال تطبيقها في المدرستين المذكورتين على تقسيم الفصول إلى خمس مجموعات من الطلاب، يعملون على تنظيف الفصول يومياً لمدة شهرين بعد تقسيم المهمات بينهم بشكل دوري، وتعمل أيضاً وفق شراكة مميزة مع القطاع الخاص للإسهام في تكريم المميزين والمتفوقين في تطبيق البرنامج.