وضع الدليل التنظيمي الجديد الخاص ب«التوعية الفكرية» الذي أقرته أخيراً وزارة الداخلية، خطة اعلامية طارئة موجهة الى الشباب السعودي ضد الأفكار المتطرفة، فيما احتوى على برامج واليات لإنشاء وحدة داخل الجامعات وإدارات التعليم، فضلا عن تنظيم لجان للتوعية الفكرية في المدارس. ومنح الدليل صلاحيات واسعة لوزير التعليم من أبرزها نقل المشتبه بسلامة منهجهم الفكري وانتمائهم الوطني من العمل الاكاديمي الى العمل الإداري من دون ابداء الاسباب بناء على ما يرفع له من تقارير والتواصل مع وزارة الداخلية لمعرفة ما لديها من معلومات وتوجيهات بخصوصهم، على أن يتم اختيار القائمين على وحدة التوعية الفكرية من اصحاب التخصصات المعنية المختلفة (الشرعية، والنفسية، والاجتماعية). واشترطت الوزارة بحسب الدليل (حصلت «الحياة» على نسخة منه) اختيار الاشخاص المعروفين بسلامة المنهج والوسطية والاعتدال في الطرح من جميع التخصصات المعنية، ووضع برامج لمعالجة الافكار المتطرفة، والسلوكيات المنحرفة، ويتطلب ذلك وفقاً للدليل «حسن اختيار الاشخاص القائمين على وحدة التوعية الفكرية، من خلال اجراء مسح أمني عليهم، واقامة دورات للقائمين عليها تعينهم على اداء مهامهم في اكاديمية نايف للأمن الوطني وأكاديمية تركي الفيصل، وقيام الوحدة برفع تقرير سنوي للوزارة عن اعمالها اضافة الى التقارير التي ترفع عن الحالات التي ترصد وما تم بشأنها من إجراءات». وشددت وزارة التعليم على أهمية تشكيل لجان التوعية الفكرية ومتابعتها من مكاتب التعليم وتقويم ادائها والقيام بمهامها من خلال ترسيخ الوطنية ومعالجة الافكار المتطرفة والمبادئ الهادمة والرصد المبكر لأي سلوك متطرف والعمل على معالجته، وذلك لضمان مخرجات التعليم وسلامة منهجهم الفكري بتقديم برامج وقائية تسهم في تحقيق الامن الفكري. فيما اعدت وزارة التعليم بناء على ذلك استراتيجية شاملة لوقاية الطلبة من الانحرافات الفكرية، والإشراف على الخطط التشغيلية مع الاشراف على عمل لجان التوعية الفكرية وبرامجها والتنسيق والتوازن بين البرامج المتنوعة وضبط عمليات التكامل بينها، وتقويم البرامج التنفيذية للتوعية الفكرية وتطوير ادائها، اضافة الى الموافقة على عقود الشراكات مع القطاع الخاص وفق الاجراءات والضوابط المتبعة في هذا الشأن. كما تضمنت الاستراتيجية أهمية التكامل مع الجهات الحكومية والقطاعات الاهلية خارج الوزارة المعنية بالوقاية من الانحرافات الفكرية من خلال بناء الشراكات، وتعتمد اللجنة كل البرامج والمشاريع والتنظيمات التي تنفذها قطاعات الوزارة وإدارات العموم المشاركة في اللجنة، ولرئيس اللجنة الصلاحية في تشكيل اللجان وفرق العمل الفرعية وتكليف أمين اللجنة بدعوة من يراه مناسباً لحضور تلك الاجتماعات من الخبراء والاستشاريين بحسب الحاجة. وينتظر أن تعلن اللجان ووحدات التوعية الفكرية خلال الفترة المقبلة عن الرؤية والرسالة وجميع البرامج والخطط التي ستتم الموافقة عليها بعد اعتمادها من المختصين، وذلك بإشراف وزارة التعليم.