بنوع من الفتور، يتابع الصحافيون السعوديون انتخاب مجلساً جديداً ل«هيئة الصحافيين السعوديين»، في نسخته الرابعة، والتي ستُجرى الأربعاء المقبل، وإن لم يخف بعضهم أملهم في دور «فاعل» للهيئة التي تأستت قبل حوالى 16 عاماً، يخدم شؤونهم ويولي حقوقهم اهتماماً. وتشهد الانتخابات ترشح صحافيات سعوديات، ودخول صحافيين رياضيين على المشهد للمرة الأولى، وكذلك منافسة رؤساء تحرير سابقين وحاليين. وكان لافتاً غياب اسم الزميل تركي عبدالله السديري عن قائمة المرشحين لانتخابات المجلس، وهو الذي تسلم منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة منذ تأسيسها، وحتى اليوم. إلا ان السديري الذي يعاني مشاكل صحية استقال من رئاسة تحرير الزميلة «الرياض»، ليُعين مشرفاً على التحرير فيها. وضمت قائمة المرشحين أسماء الزملاء والزميلات: أسمهان علي الغامدي (محررة صحافية في الرياض)، وخالد حمد المالك (رئيس تحرير الجزيرة)، وخالد عبدالله بوعلي (رئيس تحرير جريدة الشرق)، وسعود فالح الغربي (المشرف المكلف على قناة الاقتصادية)، وطلال حسن آل الشيخ (المدير التنفيذي لقناة العرب الإخبارية في السعودية - كاتب صحافي)، والدكتور عبدالله عبدالرحمن الحجلان (الأمين العام للهيئة والناطق باسمها)، وعبدالوهاب محمد الفايز (رئيس تحرير جريدة اليوم)، والدكتور عثمان محمود الصيني (رئيس تحرير جريدة الوطن)، وعيد عائض الثقيل (مستشار الشركة السعودية للأبحاث والتسويق وكاتب صحافي)، وفاطمة علي آل دبيس (محررة صحافية في جريدة عكاظ)، والدكتور فهد حسن العقران (رئيس تحرير جريدة المدينة)، وفهد راشد العبدالكريم (رئيس تحرير جريدة الرياض المكلف ورئيس تحرير مجلة اليمامة)، ومحمد فهد الحارثي (رئيس تحرير مجلة سيدتي)، ومنصور علي الشهري (محرر أول بجريدة عكاظ)، وناصر عبدالرحمن الحقباني (مدير تحرير الشرق الأوسط في السعودية)، وناهد سعيد باشطح (كاتبة وصحافية في جريدة الجزيرة). وتتشكل الجمعية العمومية للهيئة هذا العام من 472 صحافياً وصحافية، يمثلون الصحف والجهات الإعلامية الأخرى. وقالت الهيئة في بيان صحافي إن المتقدمين 20 صحافياً، انسحب منهم واحد لظروفه الخاصة، فيما لم تنطبق الشروط على ثلاثة، وترشح 16، سينتخب منهم 12. وأضافت أن «انتخاب مجلس الإدارة الجديد سيتم أثناء انعقاد الجمعية العمومية للهيئة الذي سيتم في ال12 من ظهر يوم الأربعاء المقبل في مقرها بالرياض في حي الصحافة». ودعت الهيئة كلاً من وزارتي الثقافة والإعلام، والعمل والتنمية الاجتماعية، والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، والغرفة التجارية، للمشاركة في الاشراف على الانتخابات بحسب ما هو متبع في كل دورة من دورات المجلس. وتأسست هيئة الصحافيين السعوديين في العام 2000، وأسس أول مجلس إدارة لها في العام 2003، وبعد سبع سنوات من انطلاقها واجهت أصوات المنتقدين ب«فشل إدارتها في صناعة نتائج على أرض الواقع»، واتهامات من الصحافيين أنفسهم، بأنها «ليس لها دور حيوي فاعل»، مطالبين بسماع صوتها في الدفاع عنهم والمطالبة بحقوقهم. ولم تلق الهيئة استحساناً حتى من أعضائها العاملين في مجال الصحافة السعودية، ووجه بعض الإعلاميين السعوديين انتقادات «قاسية» لها، فقال الصحافي صالح الفهيد في تغريدة له عبرحسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «الهيئة لم تكن في يوم من الأيام بالمستوى المطلوب لتطلعات أبناء المهنة». إلا ان الأمين العام للهيئة الدكتورعبدالله الجحلان رد على هذه الاتهامات بالقول إن «الهيئة في مراحل تأسيسها الأولى، ولا ينبغي أن يوجه لها هذا النقد». وأضاف: «لو قارنا نقابة الصحافين المصرية لوجدنا خبرتنا في هذا المجال قليلة، إذ يبلغ عمر النقابة هناك 60 عاماً بينما نحن لم نتجاوز الستة أعوام». إلا أن الانتقادات انهالات لاذعة، من خلال تغريدات بعض الإعلاميين، ومنهم الإعلامي يوسف القضيب، الذي دونّ «مخجل أن يحسب علينا إعلاميو الدول الأخرى وجود نقابة تمثلنا بينما هي في الواقع عكس ذلك». وقال الإعلامي ناصر الصرامي في تغريدة إن «المبنى هو إنجاز التأسيس، ما بعدها غياب وفشل كبير بحجم المبنى الفارغ»، وألحقها بتغريدة أخرى أن «هيئة الصحافيين مغلقة ومن دون مجلس يسير أعمالها، وشلت تماماً، ولم تعقد لها جمعية عمومية». فيما كان رأي سعد مسعود أن هيئة الصحافيين وجمعية الإتصال والإعلام هي «أسماء رنانة فقط للبرستيج والتشخيص»، متسائلاً: «ماذا قدمت على أرض الواقع للإعلام والإعلاميين؟». وأعلن الكاتب الصحافي قينان الغامدي العام الماضي، استقالته من مجلس إدارة هيئة الصحافيين، موضحاً أن «الهيئة تعاني من جمود ولم تجتمع من عامين» واصفاً مجلس إدارتها ب«المتردي»، معتبراً أن وجود الهيئة بالأساس فكرة سليمة، لكن المشكلة تكمن في أداء المجلس.