تصاعدت أمس المواقف في شأن الكلام الأخير للواء الركن جميل السيد واستدعائه الى التحقيق، وما تبع ذلك من ردود، واستغربت الأمانة العامة ل «قوى 14 آذار»، في بيان «دعوة حزب الله السلطات القضائية اللبنانية، إلى العودة عن التدابير القضائية في حق اللواء السيد، بعدما كان سبق أن هدد بالعنف مراراً وبوضوح رئيس حكومة لبنان والسلطات الأمنية والقضائية، علماً ان موضوع التحقيق في شأن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أصبح نهائياً وكلياً في عهدة المحكمة الدولية»، وأكدت «ان موقف حزب الله هذا يؤدي إلى ضرب قيام الدولة وإعاقة عمل المؤسسات». وسألت الأمانة عما «إذا كانت خطوة الحزب هذه تأتي في سياق مبرمج ومدروس في التوقيت والظروف وصولاً إلى الإنقلاب على الدولة في لحظة خطيرة من تاريخ المنطقة في خضم المحادثات الجارية حول عملية السلام». وطالبت «الحكومة اللبنانية والسلطات القضائية بعدم التراجع عن دورها وتأدية واجبها كاملاً وفقاً للأصول». ناقوس الخطر واستغرب وزير العمل بطرس حرب بيان «حزب الله» الذي دعا القضاء الى التراجع عن ملاحقة السيد»، معتبراً ان «القضاء لا يجب ان يتلقى اوامر من احد، ومن حق وزير العدل ان يطلب من النيابة العامة التمييزية فتح تحقيق في قضية ما وجمع المعلومات حول جرم ما»، داعياً «حزب الله» الى «الاقلاع عن هذه الممارسة والى ترك الفرصة للسلطة القضائية لممارسة صلاحياتها». وأعلن حرب «ان الحكومة في خطر وهي لا يمكن ان تستمر في هذا الجو، وهذا ما يدعوني الى دق ناقوس الخطر». وقال عضو تكتل «لبنان أولاً» النائب احمد فتفت: «يبدو في مكان ما ان هناك قراراً بالمواجهة، وهذا ما ظهر في المؤتمر الصحافي لجميل السيد، والتصعيد ضد المحكمة، وكأنهم كانوا في انتظار حصول شيء ما في ايلول»، مشيراً الى أن «حزب الله يضع نفسه بموقع الاتهام في وقت لم يتهمه أحد من قبلنا بالاغتيال». ووصف فتفت بيان «حزب الله» عن استدعاء السيد بأنه «خطير واعتداء على الدولة، وبالتالي هناك من يريد ان ينسف اسس الدولة والمؤسسات». وشدد على أن «موقف جميل السيد وبيان حزب الله يثبتان أن حزب الله وراء المؤتمر الصحافي للسيد». خطة طوارئ سياسية ورأى عضو كتلة نواب «الكتائب» ايلي ماروني ان «بيان حزب الله اثبت بما لا يرقى الى الشك شراكته للواء السيد في ما قال وهدد به». ولاحظ ان «الاوضاع باتت تستدعي خطة طوارئ سياسية لمواجهة الحال الانقلابية». وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب نبيل دو فريج في حديث ل «اذاعة الشرق» أن «هناك نية لالغاء المحكمة الدولية». وأكد دو فريج في حديث الى اذاعة «صوت لبنان» ان كتلة «الوفاء للمقاومة» وحركة «امل» اصرتا على ان هذه المحكمة اسرائيلية - اميركية، وأن كل من يصوت مع المحكمة يدعم المشروع الاسرائيلي - الاميركي. تهديد وتذكير وأعلن عضو تكتل «لبنان أولاً» النائب عقاب صقر أن اصدار «حزب الله» البيان الداعم للواء السيد «هو حقه من حيث الشكل، لكنه مؤسف لناحية المضمون»، قائلاً في حديث الى «أخبار المستقبل»: «للقضاء اللبناني الحقّ في أن يتصرف حين يهدد رئيس حكومة لبنان، إلا أن هروب السيد من المثول أمام القضاء واحتماءه بمرجعيات سياسية دليل الى أن ما قاله مجرد أكاذيب». وتوجه إلى «حزب الله» بالقول: «إذا كان بيانك رأياً سياسياً فهو شأنك، لكن أن يتم إجراء اتصالات تهديد بأجهزة أمنية فهذا مرفوض ولا يليق بحزب الله». واعتبر عضو الكتلة نفسها النائب جمال الجراح، في حديث الى «ال بي سي»، أن «موقف حزب الله من موضوع مذكرة الجلب الصادرة في حق اللواء السيد يذكرنا بأجواء 7 أيار وبلغة التخوين والتهديد». وأسف «لأن كل الامور الايجابية التي يقدمها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على مستوى الوطن ومؤسساته تواجه دائماً بالسلبية من قبل الفريق الآخر، وبمزيد من التعطيل والكلام السياسي المعطل»، مؤكداً أن «الرئيس الحريري ليس معتكفاً، وسيكون في لبنان في أقرب وقت».